أقلامهم

القمة العربية – الأميركية.. هل حماس إرهابية؟

عل من أكبر الأحداث التي جرت خلال الأيام الماضية هو انعقاد ثلاثة مؤتمرات في بلد واحد في وقت قصير جداً.

حيث انعقدت المؤتمرات الثلاثة في المملكة العربية السعودية الشقيقة، وهي القمة السعودية – الأميركية، وتلتها القمة الخليجية – الأميركية، ثم القمة العربية – الإسلامية – الأميركية.

هذه المؤتمرات الثلاثة تفاوت الجمهور العربي والإسلامي في تقييمها، بين النظرة التفاؤلية والمتشائمة.

فالمتشائم يرى أن الزيارة إنما أتت تحقيقاً لوعود «ترامب» للشعب الأميركي بجعله دول الخليج تدفع ثمن الحروب التي تخوضها الولايات المتحدة دفاعاً عن هذه الدول وضد الإرهاب، وأن السياسة الأميركية المنحازة لإسرائيل لن تتغير أو تتبدل، وأن الدول العربية والإسلامية لن تجني من الوعود الأميركية سوى السراب.

بينما المتفائل يعتقد بأن اختيار «ترامب» للمملكة العربية السعودية كأول محطة في زياراته الخارجية بعد وصوله للرئاسة، فيها دلالة على المكانة الكبيرة للمملكة في العالم العربي والإسلامي والدولي، والدور الذي من الممكن أن تلعبه في التأثير على بعض القضايا المصيرية للأمة العربية والإسلامية، وأن هذه الزيارة للمملكة سيكون لها دور كبير في تحجيم الدور الإيراني بالمنطقة، وإضعاف الإرهاب الذي يعاني ويلاته الكثير من الدول العربية والإسلامية، وأعتقد أنه ينبغي ألا نبالغ في نظرتنا التشاؤمية أو التفاؤلية. خلال المؤتمر ألقى الرئيس الأميركي كلمة مطولة، لكن اللافت فيها أنه خلط الأوراق عندما قام بتسمية «حماس» ضمن المنظمات الإرهابية كحزب الله و«داعش».

فاتهام «حماس» بالإرهاب فيه ظلم وإجحاف، فحماس حركة مقاومة تسعى لتحرير بلدها من المحتل، وهذا أمر مشروع كفلته القوانين الدولية، والتي تبيح للشعوب المقاومة من أجل تحرير أوطانها، كما أن قادة حماس أكّدوا تكراراً ومراراً بأن حدود مقاومتهم إنما هي أرض فلسطين، وأن عملياتهم العسكرية لن تتعدى الأراضي الفلسطينية، وهو ما التزمت به الحركة منذ انطلاقتها. كنت أتمنى لو أن هناك تصحيحاً من أحد المشاركين على المغالطات التي أدلى بها الرئيس الأميركي، من باب حقوق الأخوة العربية والإسلامية، لكن ربما لم تكن هناك فرصة.

أتذكر الكلام الذي قاله الشيخ تميم بن حمد أمير دولة قطر الشقيقة رداً على سؤال مذيعة شبكة CNN والتي سألته عن استمرارية دعم قطر لحماس فقال: «إننا ندعم جميع الشعب الفلسطيني، ونعتقد أن حماس جزء مهم جداً من الشعب الفلسطيني، ونحن نختلف مع بعض أصدقائنا كالولايات المتحدة الذين يعتبرون حماس منظمة إرهابية، ونحن لا نعتبرها كذلك». ثم أشار إلى «أن حماس أصبحت أكثر واقعية وأنهم يؤمنون بالسلام ويريدون السلام، لكن الأمر يعود للطرف الآخر كي يؤمن بالسلام» – ويقصد بذلك الصهاينة – انتهى.

شخصياً لدي اعتقاد جازم بالانحياز التام المتطرف من قبل أميركا للكيان الصهيوني، ودلالته واضحة، ومنها عدم إدانتها لما تقوم به إسرائيل من قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وعدم اعتراضها على هدم إسرائيل بهجماتها الصاروخية البيوت والعمارات على أهلها.

واستخدام أميركا لحق النقض «الفيتو» لأي مشروع قرار يدين إسرائيل أو يفرض عقوبات عليها.

نحن على ثقة بصمود وثبات «حماس» وبقية الفصائل المقاومة والمجاهدة على أرض فلسطين، واستمراريتهم في مقاومة المحتل حتى تحرير الأرض المقدسة والمباركة من دنّس الصهاينة.

مستبشرين بما وعد به الرسول عليه الصلاة والسلام من بقاء طائفة منصورة في بيت المقدس وأكنافه، لا يضرها من خالفها أو خذلها، حتى يأتي وعد الله.

وأعتقد أن من الواجب على الأمة العربية والإسلامية دعم الشعب الفلسطيني والحركات المقاومة، التي نعتبرها رأس الحربة في مقارعة إسرائيل.