آراؤهم

قطر والأزمة

احياناً لا تسعفك اللغة العربية ولا كل لغات العالم لوصف ما يجول في خاطرك، أو ما تشعر به نتيجة العبث السياسي الحاصل بين بعض دول أعضاء مجلس التعاون الخليجي، دعني أقرب لك المشهد قليلاً لتبيان عجزي اللغوي بوصف ما أشعر به أو عجز اللغة بالأحرى عن إيصال ذلك، لو طلبت منك أن تصف لي طعم البقدونس هل تستطيع؟ بالطبع لا، أو سألتك ما هو اللون الأصفر؟ هل تملك إجابة؟ هناك أمور لا تستطيع الكلمات أن تصفها، ولا حتى أن تقربها ولكني سأحاول جاهداً أن اجعلك تعيش معي هذا الشعور المقزز، تخيل أن تتعرض لموقف كوميدي وتلتوي امعاؤك لتناولك مادة حارقة بالوقت ذاته، هو خليط من الضحك المبكي المصاحب للألم، والممزوج بالقرف السياسي إن جازت التسمية، ولا اعتقد أن هناك مواطن خليجي عاقل لم يشعر بهذا الشعور، مع تفاوت درجاته وثبات القرف فيه نتيجة الأحداث الأخيرة والمتكررة.

قُطعت العلاقات مع قطر في المرة الأولى دون أن يعرف المواطن الخليجي الأسباب والدوافع الحقيقية لذلك، وعادت العلاقات أيضاً دون معرفة السبب.

السبب؟! وما شأنك أنت بالسبب ، نحن من يقطع العلاقات ويعيدها، ونحن من يقرر ما يكون وما لا يكون، ونحن من يحدد حتى مشاعرك وعواطفك وآراءك وتوجهاتك ، في تعدي سافر على آدمية الإنسان لا تخلو من التحقير لذاته ومسخ لشخصيته التي جبله الله عليها.

أخبرونا عن الأسباب والدوافع الحقيقية لقطع العلاقات مقرونة بالأدلة والإثباتات، وسنكون أول الداعمين لحملتكم ضد قطر، بل سنرشقهم بالنبال إن دعت الحاجة، ولكن أن تلقى التهم جزافاً بدون أدنى دليل هذا ما لا يقبله بشر، بل حتى أن أغلب التهم أتت منافية للعقل والمنطق وبعضها يحمل في طياته بذور تكذيبة، كدعم الإخوان والحوثي في آن واحد، واتهامها بإقامة علاقات مع إيران رغم ان أغلب المقاطعين تربطهم علاقات مباشرة بإيران بل ان بعضهم يتفوق على قطر في هذا الجانب، لن أحدثك عن تهمة قطر بدعم حركة حماس التي تقاوم الإحتلال الصهيوني وتدافع عن ما تبقى من كرامة الأمة، فالأمر بات سبة إن كنت لا تعلم !.

ولكن على ما يبدو أن هناك أنظمة لا تزال تتعامل مع شعوبها بالطرق المتبعة للتعامل مع الأطفال، وبنفس الكيفية كأن توبخ الطفل على فعل أمر ما، أو تنهيه عن الأقتراب من شيء معين، بإستخدام مفردة «يع» بعد الإشارة إلى الشيء المراد من الطفل تركه_ لا بابا هذا «يع» _ ، بطريقة تذاكي غبية.. قطر «يع» دون إبداء الأسباب ولماذا هذا «اليع»؟ في هذا التوقيت.

دعك من هذا كله ما ذنب شعب بأكمله حوصر براً وجواً، وقُطعت أوصاله، ومنع عنه الغذاء والدواء في هذا الشهر الفضيل، وتم الفصل بينه وبين أشقائه في باقي دول المجلس بجدار عنصري حقير دبر بليل، وتم إقراره مع ساعات الصباح الأولى

يا سادة ما تقومون به هو كمن يقوم بتقطيع أجزاء من لحمه الحي مستعيناً بكلاب الأرض على ذلك، بل حتى أن دولاً لم نسمع بها من قبل أقحمتموها في هذه الهجمة حتى أن احدهم علق قائلاً : عندما سمعت بموريشيوس للمرة الأولى توقعت أنه دهان حروق أو مسكن ألم، قبل أن اكتشف أنها دولة ذات سيادة.

أسأل الله أن يبرم لهذه الأمة إبرام رشد وأن يسخر لها قادة يرأبون الصدع، ويحفظون لها ما تبقى منها من الإنقسام والتشظي، فالخريطة العربية لم يعد بوسعها أن تتشظى أكثر.

ومضة تفاؤل : هناك وعي جمعي بدأ يتشكل لشعوب المنطقة، وهذا ما لم نعهده بالسابق، فعلى جميع الأنظمة العربية بلا استثناء أن تراعي هذه التغيرات التي لا أخفي سعادتي بها.

رسائل :

– رسالة الى الاخ العزيز بو عبدالعزيز سعود العصفور

دمُت حراً عزيزاً …

– رسالة الى الصديق مشعل

ها هو الريال بطلاً من جديد على حساب من كنت تظنهم ابطالاً..

2 تعليقات

أضغط هنا لإضافة تعليق