أقلامهم

حكم “خلية العبدلي” وآثاره المستقبلية

لا يجوز أن يمر الحكم الصادر على خلية العبدلي مرور الكرام نظراً لحجم الحقائق الخطيرة التي كشفها هذا الحكم وحيثياته التي عبر عنها، وهو كما يقال عنوان الحقيقة:

أربعة من السفارة الإيرانية (هاربون) كانوا على تنسيق واتصال وارتباط مع الخلية، وأيضا تدريب في مراكز حزب الله في لبنان الذي كان سفر الخلية يتم إليه من مشهد الإيرانية ومن دولة خليجية، ووجود ملابس عسكرية مشابهة لكل الدول الخليجية، ووسائل اتصال وأسلحة قديمة وأخرى حديثة كانت تسلم في البحر وراء فيلكا من إيران، ومتفجرات تكفي لنسف مساحات واسعة من الأراضي والمنشآت، كل هذه المعلومات ألا تكفي لوضع سياسة حصيفة مبنية عليها طبقات من الدقة والحذر تجاه إيران وحزب الله والمنتمين إليهما؟

دائما نردد أن أمن الكويت خط أحمر، ولكن منذ صدور الحكم لم نسمع عن إجراء واحد تجاه إيران أو حزب الله أو الخلايا التابعة لخلية العبدلي، علما أن هذه ليست المرة الأولى التي يصدر فيها حكم قضائي يدين أفرادا يعملون لمصلحة إيران.

أمن الكويت يحتاج اليوم إلى إجراءات قوية ملتزمة بالقانون طبعا، ولكن تمتاز بالدقة والعمل الدؤوب الذي يقوده أهل الخبرة والاحتراف من أجل اكتشاف ما تقوم به السفارة الإيرانية وأشباهها من عبث في البلاد، واستغلال لضعاف النفوس، كما أن على الجهات الأمنية التي لن أذكر اسمها، وهي تعرف أنها مقصودة، أن تكشف عن أسماء من يتصل أو يتدرب على السلاح في مجاهل حزب الله.

كل ذلك طبعا مع عدم التخلي عن مبدأ أن العقوبة شخصية، ويجب تعزيز الانتماء إلى الوطن وهذا الانتماء لا يأتي عن طريق الأغاني السخيفة أو التملق للقادة، إنما عن طريق إجراءات فعلية تستلهم الشرع والعدالة والفكر والعاطفة والمصلحة الحقيقية المرتبطة بالوطن، وهذا دور كل أجهزة الدولة التي يبدو أنها مثل الخلايا التابعة… نائمة، ولكن إلى متى؟