آراؤهم

بيتنا الخليجي

ما إن بدأت الأزمة الخليجية بإعلان الشقيقة السعودية والإمارات والبحرين ومصر بقطع العلاقات مع دولة قطر وسحب السفراء وإغلاق الحدود المشتركة حتى اتجهت أنظار شعوب العالم اجمع، خاصة أبناء الدول الخليجية إلى دولتنا الحبيبة الكويت وصاحب السمو الأمير الشيخ صباح الأحمد قائد الإنسانية بحكم خبرته وحنكته الديبلوماسية المستمدة من نحو 5 عقود، خاصة ان سموه حفظه الله سبق ان احتوى أزمة مماثلة في العام ٢٠١٤ واصطحب شقيقه الأمير تميم بن حمد آل ثاني إلى المملكة العربية السعودية وطيح الحطب فيما بينهم وبين إخوانهم الآخرين، وأعاد سموه الأمور إلى سابق عهدها حينذاك، وأيضا بحكم تدخل سموه في المشكلات التي مرت بها المنطقة العربية وحفاظ الكويت على علاقات متميزة مع جميع الشعوب، سمو الأمير ورغم إدراكه أن المشكلة غاية في التعقيد وغير متوقعة على الاقل للشعوب الخليجية وفي ظل حرب إعلامية شرسة، وتشنج المواقف إلى حد بعيد، فإن هذه التعقيدات زادت من إصرار سمو الأمير.
الشعوب الخليجية ألقت بالحمل كاملا على أمير الديبلوماسية باعتبار ان هناك مشكلات تحدث بين الاشقاء في الاسرة الواحدة، ومن الطبيعي ان يكون هناك خلاف في الرؤى بين الدول الشقيقة، اقول ان المشكلة بالفعل معقدة وكان من الممكن ان تتجنب الكويت الدخول في مفاوضات شاقة لرأب الصدع بين الاخوة لحساسية الكويت من الدول محل الخلاف فيما بينها، فالكويت من غير الممكن ان تنسى موقف المملكة العربية السعودية في محنة الغزو وكيف ان السعودية حكومة وشعبا وقفت الى جوار الكويت ضد الباطل، ولكن هذا الموقف الراسخ في القلوب كان باعتقادي هو السبب الذي دفع أميرنا، حفطه الله، ايضا الى التدخل وبقوة لتتجه أنظار العالم اجمع الى الديبلوماسية الكويتية وتساند دول العالم الموقف الكويتي الرامي الى تقريب وجهات النظر بين الاشقاء، وبعد أسابيع من بدء الأزمة هناك رأي ان الجهود الكويتية لم تحقق الهدف المرجو، وهذا ما دعا حسب وجهة النظر تلك الى تدخل اميركي بريطاني فرنسي ألماني في الأزمة، ولكن باعتقادي ان هذا الرأي ليس على صواب، وما حدث ان الجهود الكويتية أوجدت ارضية لانطلاق جهود دولية نحو حلحلة الأزمة التي كادت تعصف بأقوى كيان عربي حالي في ظل الظروف العربية، الزلزال الذي ضرب منطقتنا كان من الممكن ان يعصف بمجلس التعاون وبآمال الشعوب الخليجية، أكرر ان المشكلة ليست بسيطة ولكنها لن تكون عصية، بإذن الله، على سمو الأمير، حفظه الله.
في الختام، الشكر موصول لوزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد العبدالله ومساعد وزير الخارجية لشؤون مكتب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ د.أحمد ناصر المحمد على جهودهما الجبارة لحل الأزمة الخليجية، نسأل الله تعالى ان يحفظ خليجنا من كل مكروه.

محمد خالد الياسين
‏@mkmalyaseen
‏Alyaseen86@hotmail.com