آراؤهم

ذكرى اجتياح الكويت وبداية الشتات

حينما احتدمت الازمة وشبت نيرانها ولم تنفع مع العنجهية الصدامية كل محاولات الحوار والتهدئية التي قادها العقلأ وكان على رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك فهد رحمه الله اصبحنا في ذلك اليوم الذي لاتزال احداثه تدور في ذاكرتي حيث كنت طالب في الصف الثالث الثانوي واتذكر التفاصيل والاحداث المؤسفة التي وقعت والظلم الذي عاناه اهلنا في الكويت .

لم تكن المصيبة على اهلنا في الكويت بل اني اعتبرها مصيبة وثلمة في جسد الامة الاسلامية اضطر الكويت والمملكة ان تجمعا العالم ليعود الحق لاصحابه وتعود الكويت الابية ويعود شعبها الى وطنهم رافعي رؤسهم منتصرين .
كان داخل الكويت جيوب مقاومة شجعان وقفوا ضد جحافل الجيش العراقي الباغي وسطروا البطولات فمنهم من مات بأذن الله شهيدا ومنهم من اسر ولم يعلم عن طريقه الى تاريخه .
اجتمعت الجيوش وامتلأت الاجواء بالطائرات الحربية وقفت الحياة في الخليج واجتمع اهل الخليج ليسندوا اهلهم ويرفعون عنهم المعاناة ويستضيفونهم في مدنهم وقراهم ليس منة ولكن واجب املته عليهم اخوة الدين وصلات القربى وحب اهل الكويت الذين ما نزل نازلة باخوانهم المسلمين في جميع انحاء المعمورة الا كانوا اول من يصل اليهم لنجدتهم واغاثتهم هكذا كان دأب اهلنا في الكويت سباقون لكل خير مقدمون على الناس فيه .
لكن ذلك الغزو المشؤوم كان بداية الثلم الكبير في عالمنا الاسلامي ومنطقتنا العربية حيث فتح باب الاطماع للشرق والغرب وتم بعدها بسنوات ليست طويلة احتلال العراق وتسليمه لقمة سائغة لمجوس ايران الذين عاثوا في ارضه الفساد وصبوا على اهله جم العذاب .
كان ذلك الغزو المشؤوم ضربة قاصمه في جسد الامة لدخول مشاريع التقسيم والاستعمار بشكله الجديد اصبح العراق مأوى كل عابث ومنصة ارهاب هددت دول المنطفة ولاتزال .
نعم فرحنا لعودت اهلنا اهل الكويت الى وطنهم سالمين غانمين منتصرين ولو انهم فقدوا من ابنائهم جواهر قدر الله ان يصطفيهم بأذنه تعالى ان يكونوا شهداء .
عاد اهلنا بعد بلاء لكن عادوا اكثر قوة واكثر اصرارا على طبائعهم الجميلة الرائعة التي عرفناهم بها .
ولم يكنوا الحقد لاخوانهم الذين لا ذنب لهم من اهل العراق فكانوا داعمين لهم واقفين معهم يشاركونهم ولا زالوا احزانهم وافراحهم .
اسأل الله ان يحفظ الكويت واهلها وان يقيهم شر الاشرار واهل الفتن وان يجعلها امنة مطمئنة وسائر بلاد المسلمين .