صحة وجمال

متخصصون : “المبيدات” في التمور.. موت بطيء على موائدنا.

قالت صحيفة “سبق” السعودية انه مع بداية موسم إنتاج التمور، ونظرًا للإقبال الكبير على استهلاكها من قِبل المواطنين في صورة طازجة، يحذر بعض المختصين من خطورة متبقيات المبيدات الكيماوية في الثمار الطازجة التي تتسبب في الكثير من الأمراض المستعصية، التي تشير بعض التقارير إلى أن من ضمنها بعض أنواع السرطانات وأمراض الكبد، وغيرها.

وتزامنًا مع ضبط تمور، تحتوي على متبقيات من المبيدات، وغير صالحة للاستهلاك الآدمي، يشدِّد المختصون على ضرورة الاستخدام الآمن للمبيدات الزراعية، ويحذرون من مخاطر متبقيات المبيدات بأنواعها، التي تفتك بالإنسان على المدى الطويل، وتتسبب في كثير من الأمراض، كالعقم وتشوهات الأجنَّة والفشل الكلوي والسرطان.

عن ذلك يقول أستاذ الإنتاج النباتي بكلية علوم الأغذية والزراعة بجامعة الملك سعود، الدكتور عبدالعزيز الحربي: “في السنوات الأخيرة يضطر المزارعون لاستخدام عدد من المبيدات بغرض القضاء على الكثير من الأسباب المرضية التي تصيب النباتات، مثل الحشرات والفطريات والفيروسات.. وتسبب هذه الأمراض خسائر اقتصادية، يحاول المزارع أن يتفاداها باستخدام المبيدات الكيماوية، سواء في البيوت المحمية أو النخيل أو مزارع الخضار المكشوفة، خاصة الورقيات.

وعند الاستخدام غير الآمن لهذه المبيدات فإن أضرارها السلبية تبدأ بالعمالة المستخدمة لها، وتنتهي بالمستهلك. وتتزايد هذه الخطورة في الخضراوات الورقية بسبب قِصَر الفترة بين جني الثمار والاستهلاك؛ لأن هذا لا يعطي فرصة زمنية كافية لتحلل المادة الفعَّالة من المبيد، التي غالبًا ما تتحلل مع الوقت، وفي درجات الحرارة العالية.

وقال الحربي: “ينبغي أن تتم عملية المراقبة من خلال نظام مؤسساتي، يستند إلى أنظمة ولوائح مدعومة بمختبرات معتمدة دوليًّا، وكوادر فنية عالية التدريب؛ لرفع موثوقية نتائج التحليل”.

وأضاف: “موسم التمور في السعودية من أكثر الأحداث التي تحظى باهتمام محلي وعالمي، ومع ذلك نجد أن القطاع الزراعي في السعودية يفتقر للأنظمة والتشريعات التي تعتني بجودة وسلامة المنتجات الزراعية؛ ما يشكِّل حجر الزاوية في تحويل القطاع الزراعي إلى قطاع اقتصادي فعَّال، يساهم في الأمن الغذائي للمملكة، ويساهم في تحقيق رؤية ٢٠٣٠ التي نتطلع جميعًا إلى نتائجها، بدءًا من برنامج التحول ٢٠٢٠. وغياب الأنظمة والتشريعات سيشكل عقبة كبيرة أمام أي جهود لتحسين بيئة العمل في القطاع الزراعي في السعودية”.

وحول الاستخدام الآمن للمبيدات الزراعية يقول الخبير الزراعي عبدالعزيز المحمد: “حتى يكون الاستخدام للمبيد آمنًا يُنصح استخدام الكبريت والمبيدات العضوية التي تكون مدة التحريم فيها لا تتجاوز الساعات المعدودة”.

ويضيف: “في حال الحاجة لاستخدام بعض المبيدات الكيميائية فإنها لا تكون مأمونة الجانب إلا بشروط، أهمها: مراعاة وقت الاستخدام، ونوع المبيد، وكميته، ومدة التحريم.. مع متابعة تلك الأمور بدقة عالية”.

يقول المحمد: “بعض المزارعين – خاصة من العمال – يقعون في الاستخدام السيئ للمبيدات، كاستخدام بعض المبيدات الممنوعة، أو استخدام المبيد بكميات كبيرة، أو جني الثمار في المدة المحظورة؛ ما يتسبَّب في أضرار جسيمة على مستهلكيها؛ إذ أكدت الدراسات أن المبيدات سبب رئيس في عدد من الأمراض، كالعقم وتشوهات الأجنَّة والسرطان والفشل الكلوي، وغيرها”.

ويتابع: “كثير من المَزارع مؤجرة لعمالة غير مؤهلة، وليس لديها أي معرفة أو دراية، وقد تكون لا تقرأ ولا تكتب، وتفتقر إلى ثقافة استخدام المبيدات الزراعية، إضافة إلى أنها لم تتلقَّ التدريب اللازم في بلدانها؛ ما يجعل الكثير منهم لا يراعي التعليمات التي تُلصق على المبيد”.