آراؤهم

“لقاء أول بالرمز”

يكن لقاءي الأول بالرمز الوطني الدكتور أحمد الخطيب مجرد لقاء عابر،بل هو محطه ستظل قابعه في ذكرياتي بتفاصيلها لرجل قرأت منه الكثير وقرأت عنه أكثر وعن دوره في تثبيت أسس النظام الديموقراطي الكويتي وفي ترسيخ مفهوم “دولة القانون” وما قدمه من تضحيات جعلت منه نبراساً لأجيال قادمه.
لا تُنسى بالنسبة لي تلك اللحظة التي دخلت فيها لأحدى الدوواين “مع سبق الاصرار والترصد” التي كان الدكتور حريصاً على أن يزورها كل يوم ثلاثاء في منظقة الروضه”دوانية الفرحان” بمساعدة من احد الاصدقاء الممقربين من الدكتور احمد الخطيب فوجدته جالساً،تلك لحظه ترسب في ذهني فيها الدستور وصراعه ودوواين الاثنين وبسالة ابطالها والقضية الفلسطينية الحاضره على الدوام ففجأة تتدحرج ماقد ترسب في ذهني الى صدري فكانت الرهبه فأنا امام التاريخ نفسه بعيونه وآذانه وعقله،فالتاريخ كما يسميه المؤرخون له آذان وليست له عيون ،بمعنى نسمع ما يتناقله الناس دون ان يخلو من بهارات تم حشوها،اوحقائق تم طمسها.
بلحظه كهذه لا يكون التاريخ نقلاً من احد او عن احد،بينما يُروى بأعين شهّدت على اهم فصوله وكانت حاضره في قلب الكثير من مشاهده.امام كل هذا روادتني الأفكار كُلٍ منها يجرني باتجاه،فكنت متّوق لسماع كل شيء من الدكتور،فسألت الدكتور عن رأيه بخصوص الوضع السياسي في الكويت؟فلم يتردد الدكتور بالقول “مثل ما انت شايف تعيس” وبأبتسامه اخفت الكثير من الألم على احوال اليوم،ثم تواصل الحديث عن ماضي الكويت وعن صراعات الدولة التي للدكتور كتابين يشرح خلالهما طبيعة هذا الصراع وحجم التضحيات التي قُدمت في سبيل بقاء دولة القانون والدستور،وهما “الكويت من الإماره الى الدوله” و”الكويت من الدوله الى الإماره”.
استمتعت بحديثي مع الرمز ووجدت نفسي امام مدرسه سياسيه نادر ان نرى مثلها اليوم وكم نحتاج ان نرى مثلها،مدرسة لها رؤية واضحة نقيه لا تلتفت للشخصنة وتؤمن بما تقول واقترن فيها القول بالعمل وأخذت من الشباب وضخ الدم حجراً أساساً لها.
لم اقابل شخصيه كنت اراها كبيره وتركتها اكبر من الحجم والمكانه اللتي تصورتها،باستثناء الرمز الخطيب وجدته فكانت الرهبه وتركته رمزاً.