آراؤهم

الإعلام السعوديّ إنّزلقْ!

توطئةٌ هامةٌ بمكان، الإعلام “الهادف” يقوم على قاعدة لها ثلاثة أركان وهي: “وسيلة، رسالة، جمهور مستهدف”، وعند إطلاق الإعلام يراد به الإعلام التقليدي كالتلفاز والجديد كالتواصل الإجتماعي معاً، وحينما نتكلم عن إعلام بلد معين لا يعني التعميم، ولكن نقصد المؤثرين والبارزين الذين يقودون المشهد الإعلامي في هذا البلد.
والإعلام هو السلطة الرابعة بالعرف السياسيّ بل هو أعظم من السلطات الأُخرى من جهة التأثير.

وبعد هذه التوطئة ندخل إلى قلب الحدث لنرى الشرايين!

السعودية الشقيقة الكبرى دولة لها ثقلها وإتزانها عند العالم أجمع سيما لدى المسلمين، ولذلك تجد الإعلام فيها متزن لا يخوض في التفحيطات والمشاكسات والتحريض ونشر الإفك والإفتراءات طوال تاريخ السعودية، ولكن في يوم من الأيام وفي شهر مايو لهذا العام حدث ما حدث!!
فالإعلام السعودي أصبح هو الإعلام الأول الذي يدير وينشر الفبركات والإفتراءات والقرصنة، وهو الإعلام الأول الذي نشر قرصنة وكالة الأنباء القطرية تمهيداً لإختلاق الأزمة الخليجية وإفتعالها مع دولة قطر الشقيقة ثم حصار قطر وشعبها الشقيق، هذا الإعلام الذي نسف كل التاريخ الإعلامي المتزن للسعودية وحطمه!، لدرجة أن الإعلام الرسمي مُمثَّلاً بـ القناة الإخبارية صار يفحط ويصطدم بالحواجز ويكسرها ويُكمل سيره ولا حرج!، بل هذا الإعلام تعدى على الملك عبدالله آل سعود رحمه الله قبل غيره!!، من يصدق أن الإعلام السعودي الرسمي ينشر حوار مفبرك بين الملك عبدالله آل سعود رحمه الله مع الأمير الشيخ تميم آل ثاني بتعدي صارخ على الملك عبدالله قبل أن يكون على الأمير تميم!!، من يصدق أن الإعلام السعودي الرسمي يعمل “ريتويت” لتغريدات المدعو سعود القحطاني المستشار بالديوان الملكي برتبة وزير!!!!!! والتي كلها تعدي على قطر وولي أمرها، فمن يصدق أن الإعلام السعودي يتعدى على النساء كما تعدى على والدة أمير دولة قطر الشيخ تميم آل ثاني؟، من يصدق أن الصحف السعودية كصحيفة عكاظ تنشر إساءات بشكل سافر على قطر وولي أمرها وبالصور!!؟، من كان يظن أن يوماً من الأيام سنرى الإعلام السعودي يُحرض الشعب القطري للخروج على ولي أمره وإسقاطه!!
فالسعودية أكثر الدول الإسلامية التي تُفقِّهُ الناس بالدين من جهة السمع والطاعة لولاة الأُمور وعدم الخروج عليهم وعدم التحريض عليهم وأن ظلموا وجاروا!،

من كان يظن أن الإعلام السعودي يهاجم بلدي الكويت ويحاول شيطنتها وإقحامها في الأزمة المفتعلة و”يَمُنْ” عليها وقوف السعودية الشقيقة معها إبّان الغزو العراقي الغاشم لبلدي!!!
للأسف مراااااات أقولها!!
من يصدق أن الإعلام السعودي يقوده المدعو سعود القحطاني في تويتر لنشر الإفك والإفتراء والتحريض هذا وهو مستشار بالديوان الملكي برتبة وزير!!، هذا “المستشار بالديوان الملكي برتبة وزير!” أنشأ أوسمة في تويتر صبيانية مثل “#يارب ما يوافق، #كشف الحساب، #تونا ما بدينا”، من يصدق أن الإعلام السعودي يقبل أن يقوده هذا المدعو بهذه المراهقة والصبيانية؟؟
من يصدق أن الإعلام السعودي يعلن القرصنة لقناة الجزيرة الرياضية بكل ثقة ويتفاخر بها !!!
من يصدق أن الإعلام السعودي يتبنى التحريض والقرصنة والسرقة والإفك علناً ويدعو لها ظمنياً!

والسؤال هنا .. أين المسؤولين في السعودية الشقيقة من محاسبة هذا الإعلام الذي إنزلق؟
ما هي الرسالة التي يريدها الإعلام السعودي الآن؟ ومن هو جمهوره المستهدف؟
أتحدى أحداً من السعودية الشقيقة أن يجيب على هذه التساؤلات!

وأنتم من “يُهول!” ويقول أن الإعلام القطري تحريضي ويسيء ووالخ!
“ولستُ أقول أن الإعلام القطري معصوم بل قد وقع بأخطاء وبينّا ذلك فيما سلف”!
والآن إعلامكم السعوديّ ليس تحريضي ويسيء فقط، بل يعلن القرصنة والسرقة علناً ويتفاخر بها!!

أقول:
لا تنهى عن خلقٍ وتأتي مثلهُ
عارٌ عليكَ إذا فعلتَ عظيمُ

والأخ جمال خاشقجي كان يرجو أن لا يكون الإعلام السعودي كالإعلام المصري الهابط!!
وأقول لك أبشر يا أخ جمال إن الإعلام السعودي طغى على الإعلام المصري الهابط!

ويبقى أمر مهم .. أظن أن الإعلام الإماراتي حقق إختراقاً عميقاً بالشرايين القلبية للإعلام السعوديّ وهو من يحركهُ الآن وجعل المدعو سعود القحطاني يقوده!!

والأمر الذي أُشتهر الآن عن الإعلام السعودي أنه يُعْلِمُ ويَكتُبُ ثم يحذف!!
وكأنه مراهق يكتب تغريدة ثم يحذفها لأنها إما فبركةٌ وإما أنها “تفضح عقله!”
فمتى يُمكن أن يَرجع إعلام بلاد الحرمين الشريفين كما عاهدناهُ متزناً؟

تعليق واحد

  • فعلا كنا شعب السعودية نسخر من الاعلام المصري …فنتفاجئ باعلامنا ولكن مثل ماقال الوالد .. الجدران تسمع فنشئنا على عدم المصادمة … وخلك بعيد حبك يزيد … وخلك بالكورة والحياة مستورة .. فيما معناه ليس لنا من الأمر شي… كل التوفيق اخي صالح

أضغط هنا لإضافة تعليق