آراؤهم

فلسفة التجارة

الدين الاسلامي الحنيف دين العمل والجد والاجتهاد وليس دين الكسل والجلوس والانتظار ، دين عمارة الأرض ، والتنقيب عن الرزق في البر والبحر والتنافس المشروع في الكسب ، استعمار في المناجم واستخراج المعادن ، والعمل في الأرض وزراعتها والاستفادة من ثرواتها ، وقال تعالى في كتابه العزيز ” هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها ” الملك-15 ،أي سافروا حيث شئتم من أقطارها ، وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات ، والمؤمن القوي في الإيمان والنشاط والعلم والعمل ، وقصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إنه دخل المسجد في وقت الضحى وإذا هناك شباب يصلون ويجلسون ويصلون ويجلسون وإذ يسألهم أكل الوقت في الضحى ؟! فسألهم من أنتم ، فقالوا نحن عباد ونساك ، ومن يعطيكم ويرزقكم ، فردهم الجيران ، فأغلق الباب وأخذ الدرة وقال لهم أخرجوا فإن السماء لا تمطر ذهبا ولا فضة وجيرانكم خير منكم ، هذا هو دين التوازن ، دين الصلاة ودين العمل ، فقد ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود كان يأكل من عمل يده) رواه البخاري.

وديننا الحنيف يحرص على الكسب الحلال وقال تعالى ( يا أيها الذين آمنوا كلوا من طيبات ما رزقناكم ) البقره-172 ، ثم ذكر الرجل يطيل السفر ، أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء ، يارب يارب ، ومطعمه حرام ، ومشربه حرام ، وملبسه حرام ، وغذي بالحرام ، فأنى يستجاب له .

وقصة وإن دلت فتدل على الورع الإمام محمد بن سيرين كانت له ثروة واشترى كمية كبيرة من الزيت وفي يوم من الأيام وجدوا فأرة في أحد البراميل ثم إنهم نسوا في
أي البراميل كانت هذه الفأرة فكان من ورع محمد بن سيرين أن رمى البراميل كلهاوكانت مصيبة عظيمة أفلس بسببها بعدها إلا أن ورعه يمنعه أن يلقى الله بشبهة ، فكم هي معبرة القصة لأن يراقب الانسان أمواله وأرباحه ويسعى لكسب الحلال والابتعاد عن الحرام والشبهات ، والله تعالى سيسألنا يوم القيامة عن أربع وذكر منها عن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه .

وحكاية يرويها رجل الأعمال السعودي علي القحطاني ، حيث دار حديث في الطائرة بينه ومع تاجر كبير فسأل التاجر ماذا تعني التجارة ، فرد هي البيع والشراء ، فقال التاجر: التجارة هي فلسفة تــــ : توفيق من الله ، ج : جسور و جريء ، تتوكل على الله ثم تتخذ قرار ، ا : عامود التجارة ( أمانه ، أمانه ، أمانه ) مع ربك ، وطنك ، نفسك ، الراء : الروية ( العجلة الندامة وفي التأني سلامة ) دراسة الموضوع ثم اتخاذ قرار ، الهاء : هبة من الله يهبها من يشاء وفيها ( اقتناص الفرص ، الحظ ، الجد ، الاجتهاد ، الصبر ) .

فالإنسان عليه العمل والكد والكدح والبحث عن الحلال والدعاء والطلب الدائم من الله التوفيق .