كتاب سبر

حكومة “مسترخية” ومايسترو حراري..!

أزمة قطر ودول الحصار الأربع منحت الحكومة فرصة للإسترخاء فالكل منشغل في هذه الأزمة من رأس الدولة إلى أخمص قدميها لكن بعدما بات واضحا أن تلك الأزمة على أبواب الرحيل ماذا ستقول الحكومة ” المسترخية ” طوال الفترة الماضية عن فرصة الإستفادة من عطلة السلطتين التشريعية والتنفيذية في إنجاز الملفات العالقة وهي لم تفعل ؟! .
الحكومة تعرف أن مفتاح بقاءها وخاصة رئيسها مرتبط إلى حد كبير برضا النواب ليس عن أداءها فهذا ليس من هموم النواب بإستثناء عدد قليل ، بل على تمرير المعاملات غير القانونية وأهمها معاملات العلاج في الخارج التي تحولت من أداة إنسانية بسبب الحكومة ” المسترخية ” إلى أداة سياسية لضمان إستمرار الرئيس أما الوزراء يمكن إستبدالهم .
هناك نواب ” مشاكسون ” لايرتاحون إلا بتوجيه سهامهم إلى رئيس الحكومة بإعتباره الطرف المسؤول عن تردي أوضاع البلد بشكل عام فالرجل مع إحترامنا وتقديرنا الشخصي له وقلناها أكثر من مرة لايملك من المبررات لتبوأ هذا المنصب سوى شهادة الميلاد ، وأرى أن تلك معضلة ، كيف يمكن ” ترويض ” أولئك النواب وإبعادهم عن رئيس الحكومة إذا كانت الطرق التقليدية غير قادرة على ترويضهم .
الحل عند ” مايسترو ” الحكومة الذي بدأ منذ نهاية الإنعقاد الماضي بتسريب ” البالونات الحرارية ” تجاه الوزراء ، ويبدو أن أول ضحية لتلك البالونات وزير النفط والكهرباء المهندس عصام المرزوق حيث أبلغ ” المايسترو ” بعض النواب أن الرجل لايصلح ” وسبب لنا الكثير من المشاكل ” وسيكون أول الراحلين بداية دور الإنعقاد المقبل وتلك الخطوة رفع للغطاء عن وزير من أجل إرباك الساحة البرلمانية وإشغال خصوم الرئيس من النواب .
مثل تلك الخطوة تضعف الحكومة وتحبط مكوناتها وبالتالي ينعكس كل ذلك على أداؤها وحلقة تجر أخرى ، والحل الحقيقي والدائم يتمثل في البحث عن شخصية إقتصادية قوية بإعتبار المرحلة الحالية والمقبلة إقتصادية حسب تطلعات سمو الأمير حفظه الله لتحمل مسؤوليات الحكومة بدلا من إجترار الضعف في كل مفاصل الدولة .