منوعات

الشمس في سوريا تحرك كراسي معاقي الحرب

مع ارتفاع عدد المعاقين جراء الحرب في سوريا وانقطاع التيار الكهربائي، ولا سيما عن مناطق سيطرة المعارضة، باتت الحاجة إلى وسيلة جديدة لتزويد كراسي المعاقين ذات العجلات بالطاقة أمرا ملحا.

وخلفت الحرب، الدائرة منذ أكثر من ست سنوات، عشرات الآلاف من المعاقين، الذين باتوا بحاجة إلى كراسي متحركة تسهل تحركهم.

لكن مجرد الحصول على كرسي متحرك، ورغم صعوبته، لم يعد كافيا، في ظل انقطاع التيار الكهربائي النظامي، وقلة وارتفاع أسعار كهرباء المولدات.

الطاقة الشمسية

كثيرا ما يتسبب عدم القدرة على شحن الكراسي المتحركة بالكهرباء في توقف الكرسي بالمعاق فجأة في الطريق، وعدم قدرته على القيام بأعماله اليومية، وإجباره على التزام المنزل.

هذه المشاكل دفعت فني كهرباء في مدينة معرة النعمان بريف إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة شمالي سوريا إلى التوصل لوسيلة جديدة، تعتمد على الطاقة الشمسية لتسيير الكراسي، في بلد يعاني معظم سكانه ظروفا اقتصادية متردية للغاية، جراء الحرب المتواصلة منذ عام 2011 بين قوات النظام والمعارضة.

هذه الطريقة الجديدة حققت نجاحا ولاقت رواجا في المنطقة، لكنها لم تتنشر خارجها، لعدم توفر إمكانيات تتيح توزيعها على المعاقين، وعجز الكثير من المعاقين عن دفع تكلفة تزويد الكراسي بالكهرباء عن طريق الطاقة الشمسية، والتي تتراوح بين 150 و200 دولار أمريكي.

كرسي جاري

أحمد جولاق، الذي توصل إلى تزويد الكراسي المتحركة بالكهرباء، اعتمادا على ألواح الطاقة الشميسة، قال “توصلت إلى الفكرة عندما كنت أستمع إلى المشاكل التي كان يعيشها جاري المعاق، إياد قبلاوي”.

تابع جولاق “جاري المعاق كان يعاني من عدم توفر الكهرباء؛ حيث كانت تصلهم بكميات قليلة عبر مولدات الكهرباء، وبالكاد يتمكنون من تشغيل أجهزة أساسية، وكثيرا ما كان قبلاوي يعجز عن شحن كرسيه، قبل توقف المولدات”.

ومضى قائلا “التقيت قبلاوي يوما ما، ووعدته بحل مشكلة شحن كرسيه المتحرك. جلبت ألواح طاقة شمسية وعدلتها لتناسب شحن كرسي متحرك، ثم أخرجنا الكرسي إلى الشمس، ونجحت التجربة تماما”.

وأردف “مشكلة قبلاوي حُلت بشكل كامل، ولم يعد كرسيه المتحرك يتوقف بعد مئات أمتار قليلة، بل أصبح يمشي به طوال النهار، ولا يتوقف الكرسي عن الحركة طالما الشمس موجودة”.

وأضاف أنه وضع ألوح طاقة شمسية مجانا لمعاقين في المنطقة، ودعا المنظمات الإنسانية في المنطقة إلى تبني هذا المشروع لتعميمه على كافة مناطق المعارضة، حتى يستفيد منه أكبر عدد من المعاقين.

دون مرافق ولا خوف

إياد قبلاوي من جانبه قال “أعاني من شلل رباعي منذ 6 أعوام، جراء قصف للطيران، وبقيت طريح الفراش لأشهر حتى حصلت على كرسي متحرك، إلا أن انقطاع التيار الكهربائي المستمر كان يعيق تحركي، فيتوقف الكرسي فجأة”.

ومضى قائلا “بعد أن استعنت بألواح الطاقة الشمسية أصبحت أتحرك بحرية، وأذهب لتلقي العلاج الفيزيائي وزيارة أصدقائي”.

وختم بقوله “لم أعد بحاجة إلى مرافق، ولم أعد أخاف أن يتوقف الكرسي فجأة وأبقى في قارعة الطريق منتظرا من يجر الكرسي ويعيدني إلى المنزل”.

الوسوم