منوعات

فضلات المطاعم تغذي فقراء جاكرتا

“بنك غذاء إندونيسيا”، هو اسم مبادرة لا تبغي الربح هدفها تأمين الغذاء للمعوزين في العاصمة الإندونيسية جاكرتا، عن طريق جمع بقايا المأكولات من المطاعم ومنافذ الطعام في المولات.

في تلك الأماكن ليست هناك أيّ حاجة إلى الطعام فهو متوفر بكثرة، بل يترك المرتادون الأغنياء خلفهم الكثير من الفضلات بعد اختيارهم عدة أصناف من قوائم المطاعم والمقاهي وغيرها، وما لا يؤكل فإنّ مكانه النفايات عادة، لكن ما بات يجري الآن خلف الكواليس هو تولي مجموعات من المتطوعين إعداد وجبات طعام متكاملة من تلك الفضلات، بحسب تقرير لموقع “آسيا كولينغ”.

في مطبخ متواضع تجتهد خمس نساء، يضعن المآزر والقفازات البيضاء، في إعداد خمسين وجبة من فضلات جرى التبرع بها. يتلقى المطبخ تلك الفضلات من المطاعم والمخابز والمولات والفنادق في مختلف أنحاء المدينة وتحضّر منها وجبات مغذية للمعوزين.

ويدا سيبتارينا، التي أسست “بنك غذاء إندونيسيا”، تقول إنّ المبادرة صلة وصل ما بين الفائض من الطعام والفقراء الذين يجاورون تلك الأماكن الفخمة ولا يملكون ما يسدّ رمقهم حتى. تعلق: “في كثير من الأحيان يشتري الناس كميات كبيرة من الطعام لا تؤكل كلّها، كما هو الحال في أوقات الصيام في رمضان، فالناس تحضّر أصنافاً مختلفة للإفطار الذي يحلّ ولا يؤكل إلّا القليل مما حضّر، فيتحول إلى النفايات”.

تشير سيبتارينا إلى أنّ ذلك ليس مقتصراً على شهر الصيام بل يمتد ليكون سلوكاً يومياً، أبرز تجلياته في المطاعم المختلفة حيث ترمى كميات كبيرة جداً بالرغم من حاجة كثيرين الماسة إليها. وبذلك، فإنّ رسالة سيبتارينا ومبادرتها هي محاربة الجوع وتحسين الصحة الغذائية للأطفال على وجه الخصوص.

في العامين الماضيين، تمكن “بنك غذاء إندونيسيا” من إعداد وتوزيع أكثر من 13 ألف وجبة غذائية. ولدى المبادرة نقاط تجمع في مختلف أنحاء العاصمة، حيث يلتقي المتطوعون من أجل توزيع الطعام على السكان المحليين. وتقول سيبتارينا: “يساعدنا المجتمع في تحديد الأشخاص المحتاجين إلى تلك الوجبات، فنحن لا ندخل إلى كلّ الأحياء يومياً، بل يتولى متطوعون في العديد من الأماكن مساعدتنا في توزيع الطعام إلى المعوزين، خصوصاً الأطفال والمسنين والشباب المرضى بالإيدز”.