كتاب سبر

المكارثية الخليجية.. بأبشع صورها !

المكارثية ، هو نهج يقوم على توجيه الاتهامات بالتآمر والخيانة دون النظر للأدلة … وأصل المكارثية هو نائب في الكونغرس الأمريكي ما بين الأربعينات والخمسينات اسمه “جوزيف مكارثي”، وكان هذا في زمن الحرب الباردة بين الاتحاد السوفيتي وأمريكا، فقد قام جوزيف مكارثي بحملة تشكيك بمواطنيه من الأمريكان، بأنهم جواسيس ومتعاطفين مع السوفييت واتهامهم بالشيوعية، وحملته هذه طالت نواب وموظفين في الحكومة الفيدرالية الأمريكية وشخصيات علمية وأدبية وسينمائية… وقد تبع حملته هذه العديد من الأمريكان وفي النهاية اكتشفوا أن لا وجود لأدلة على اتهاماته وقد عُنّف رسميا من الكونغرس لعدم مصداقيته بعد أن أثار صدمة مجتمعية نتيجة حملة الطعن والتخوين والتشكيك بشخصيات ومواطنين شرفاء!
****
المكارثية اليوم تتجلى وبأبشع صورها في الأزمة الخليجية ، فهناك حملة شرسة -التعاطف مع دولة خليجية دون أخرى، وأخونة المجتمع- يقودها مكارثية الخليج وإعلامهم ويتبعها طائعاً منصاعاً قطيع مسعور لنهش اللحوم، ومغيّب عن الواقع، مسلوب العقل والروح والإرادة !!… هذه الحملة طالت المتكلم والمغرد والجالس في بيته والصامت على الدوام ! … لم يتبقَ أحد (داعية، مقرئ، شاعر، اقتصادي، إعلامي .. مغرد بسيط) إلا وشملته تلك الحملة !…ونحن نعلم أن بالأخير، سيكون مصير هذه الحملة المكارثية الخليجية مصير أختها المكارثية الأمريكية ، ولكن حتى هذا الوقت ما هي التبعات الخطيرة جراء هذه الحملة ؟ وكم من ضحية ستترك خلفها ؟ وكم من نفوس مجروحة وحاقدة وشرسة ستتنج بسبب هذه الحملة ؟… نسأل الله الصبر لكل من طالته هذه الحملة ونسأل الله العقل والعودة للصواب لمن قام بهذه الحملة وساندها وأيدها.