منوعات

لاجئون سوريون ينجحون في انشاء مشاريعهم الخاصة بالبلدان المستضيفة لهم

مازال هناك بصيص امل رغم جميع المآسي التي يعيشها اللاجئون حول العالم حيث تجد امثلة للاجئين استطاعوا التأقلم مع الدول المستضيفة والاعتماد على انفسهم وتنفيذ مشاريعهم الخاصة التي وفرت لهم رغد العيش في ظل ظروف اللجوء والاغتراب.
وفي هذا الصدد قابلت وكالة الانباء الكويتية (كونا) نموذجين ناجحين لمشروعين تابعين للاجئين سوريين أحدهما صالون حلاقة والاخر مطعم يمتاز بتقديم الشاورما والمشويات السورية الشهيرة بمذاقها الطيب يدعى (زين الشام).
واكد القائمون على المشروعين انهم في البداية احتاجوا لمساعدة المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ولكنهم فضلوا أن يكملوا طريقهم بأنفسهم للبحث عن حل دائم وليس مساعدات متقطعة من الجمعيات الانسانية مؤكدين أن الحل الافضل للاجئين ان يعتمدوا على انفسهم في البلد المستضيف.
وقال محيي الدين محمد صاحب صالون الحلاقة في تونس ل(كونا) انه فر من سوريا في عام 2012 الى الجزائر ومنها إلى تونس حيث عمل في البداية بالاجرة اليومية إلى أن تمكن من تأسيس مشروع الصالون منذ خمسة أشهر.
وأعرب عن سعادته بالاقبال الجيد على الصالون مشيرا الى ان هذه كانت مهنته في سوريا حيث كان يمتلك هناك صالونه الخاص.
وأضاف انه كان يعتقد في بداية الرحلة ان موضوع الاستقرار في بلد اللجوء لن يطول وأنه سيستغرق أشهرا معدودة لذلك ذهب بمفرده حتى لا يعرض اسرته لشقاء رحلة اللجوء وهو الامر الذي جعله يعمل باليومية ولكن بعد مرور عدة سنوات تاكد ان الحل ان يكون له مشروعه الخاص لاسيما في مهنة يجيدها ويعمل بها طوال عمره.
واشار محمد الى ان المجتمع التونسي يعامل اللاجئين برحابة صدر ولا يجد اي تمييز في المعاملة مبينا ان زبائنه من السوريين اللاجئين ومن التونسيين كذلك.
وبدوره قال احد مؤسسي مطعم زين الشام ل (كونا) انهم وجدوا في تونس بيتهم الثاني الذي رحب بهم واحتواهم منذ بداية لجوئهم الامر الذي شجعه هو ونسيبه وقريبه على التشارك في انشاء المطعم الذي يقدم الشاورما والمشويات الشامية.
واوضح ان المطبخ السوري شهير ومطلوب عالميا وهو الامر الذي جعل “مطعمنا ناجحا وعليه اقبال من التونسيين وغيرهم” موكدا ان اللاجئ اما ان يختار طريق اليأس والاعتماد طوال عمره على الجمعيات الخيرية والانسانية او ان يقف على رجله ويقوم بمشروعه الخاص ويكسب رزقه.
وقال ان مسألة اللجوء لم تعد كما كان يعتقد جميع اللاجئين في العالم بأنها مسألة وقتية بل اصبحت واقعا مريرا امتد أعواما واستيعاب هذه الحقيقة يجعلك تفكر في كيفة ايجاد طرق ثابتة للدخل تحفظ بها كرامتك في اغترابك.
يذكر ان مفوضية الامم المتحدة العليا لشؤون اللاجئين تنظم حاليا رحلة للاعلاميين الخليجيين لتفقد احوال اللاجئين في شمال افريقيا (تونس وموريتانيا) لرصد قصص النجاح وتلمس معاناتهم.
وانشئت المفوضية عام 1950 حيث ساعدت 50 مليون شخص حول العالم ومنحت جائزة نوبل للسلام في عامي 1954 و1981 حيث تؤمن الحماية للاجئين والنازحين على اساس انساني وغير سياسي وتسعى لايجاد حلول دائمة لهم.