اقتصاد

الكويت : حققنا أعلى مستويات الأمن الغذائي عربيا وعالميا

روما – 13 – 10 (كونا) — أكدت مدير ادارة الأمن الغذائي بالهيئة العامة للغذاء والتغذية ورئيس وفد دولة الكويت الى اجتماعات لجنة الأمن الغذائي العالمي الدكتورة انتصار الشامي اليوم الجمعة ضرورة ضمان توفير “الغذاء الآمن والصحي المتكامل والمفيد” من أجل تحقيق أمن غذائي لضمان حيوية الفرد والمجتمع.
جاء ذلك في لقاء الدكتورة الشامي مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) بمناسبة ترؤسها وفد دولة الكويت في أعمال الدورة ال44 للجنة الأمن الغذائي العالمي التي عقدت هذا الأسبوع بمقر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) في روما بحضور مندوب الكويت الدائم لدى المنظمة المهندس يوسف جحيل.
وقالت الشامي ان الكويت تشارك في هذه أعمال الدورة بالغة الأهمية بوفد من هيئة الغذاء والتغذية تأكيدا لحرصها على المساهمة في الجهود الدولية لمواجهة التحدي العالمي المتمثل في مشكلتي الجوع والسمنة المفرطة بالتعامل مع التركيز على التغذية الصحية والسليمة.
وأشارت الى ما توليه دولة الكويت من أولوية رئيسية لقضية الأمن الغذائي اذ حققت أعلى مستوياته لتحتل وفق مؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2017 المركز الأول عربيا وال26 عالميا كما كانت في طليعة الدول التي حققت أهداف الألفية الانمائية قبل عامين من الموعد المحدد عام 2015.
وذكرت في هذا السياق أن دولة الكويت بمؤسساتها المختلفة قامت بتوجيهات ورعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه بجهود كبيرة وشاملة لتوفير الغذاء الآمن والصحي للمواطنين والمقيمين تجلت كذلك بإنشاء هيئة الغذاء والتغذية في إطار استراتيجية وطنية متكاملة.
وأوضحت أن مهام الهيئة وفق مرسوم انشائها تختص ب “وضع سياسة وطنية عامة للغذاء والتغذية تهدف الى سلامة الغذاء وتعزيز تغذية المجتمع” والعمل كذلك على استدامة الأمن الغذائي والصحي والمساهمة في الحد من انتشار الأمراض المتعلقة بالتغذية ووضع نظام التحليل وتقييم المخاطر الغذائية وادارتها ومعالجة القضايا التي تظهر بشكل طارئ.
وقالت الدكتورة الشامي إن حضورها وتمثيلها لهيئة الغذاء والتغذية الكويتية في اجتماعات الدورة ال 44 للجنة الأمن الغذائي العالمي تعكس رغبة الكويت وانسجام جهودها وسياساتها الوطنية مع جهود المجتمع الدولي والسياسات العالمية في مجالات الأمن الغذائي والاستفادة من مخرجات هذا المحفل الدولي الرئيسي وكذلك اثراء نقاشاته بالتجربة الكويتية.
وأكدت في هذا الصدد أن الكويت تولي اهتماما كبيرا وخاصا بالتغذية الصحية والتوازن السليم في التغذية سواء عبر حصص التموين وبرامج التغذية كالغذاء المدرسي وصولا الى تأهيل كوادر وطنية من الاخصائيين في المجالات المتعلقة بالتغذية حيث تخرج جامعة الكويت اخصائيين بدرجات البكالوريوس والماجستير بالإضافة الى المبتعثين في الجامعات العالمية المرموقة.
واعتبرت أن مشاركة هيئة الغذاء والتغذية في اجتماعات لجنة الأمن الغذائي العالمي التي جاءت تحت عنوان “إحداث فارق في الأمن الغذائي والتغذية” واختتمت أعمالها مساء اليوم الجمعة “كانت فرصة مثمرة للاطلاع عن كثب على السياسات والخبرات ومواكبة أحدث الانجازات الدولية الى جانب عرض الخبرة الوطنية على المعنيين بمختلف مستوياتهم”.
وقالت مدير ادارة الأمن الغذائي بالهيئة العامة للغذاء والتغذية إن نقاشات اللجنة أبرزت الدور الرئيسي للقطاع الخاص والمسؤوليات التي تقع عليه في المساهمة في تحسين نوعية وجودة الانتاج الغذائي ليراعي صحة المستهلك خاصة في المجتمعات الحضرية في ظل توقعات زيادة أعداد سكان المدن من 50 الى 66 في المئة بحلول عام 2050.
وقد صادقت لجنة الأمن الغذائي العالمي على توصيات جديدة حول دور الغابات المستدامة في تحقيق الأمن الغذائي والتغذية للجميع وعلى ضرورة ايجاد منهج متكامل للسياسات بشأن الغابات والزراعة والمياه والأمن الغذائي والتغذية بتعزيز التنسيق بين مختلف القطاعات.
كما ركزت التوصيات على حيازة الأراضي وغيرها من الموارد اذ أكدت اللجنة امكانية أن تلعب “الخطوط التوجيهية الطوعية للحوكمة المسؤولة” بشأن حيازة الأراضي ومصايد الأسماك والغابات دورا أكبر.
كما ناقشت مسألتي زيادة النزوح نحو الحضر والتنمية الريفية وضرورة الكف عن التعامل معهما باعتبارها قطاعات منفصلة.
وقررت اللجنة على ضوء تغير أنظمة الغذاء أن تقوم خلال العامين القادمين ب “استكشاف تأثيرات التحضر على أصحاب الدخل الأكثر انخفاضا وعلى زيادة إشراك الشباب والنساء وتوظيفهم في أنظمة الغذاء بما في ذلك ربط المنتجين بالأسواق”.
وأكد مدير عام (فاو) جوزيه داسيلفا أمام اللجنة الحاجة لوضع “سياسات أكثر فعالية” لضمان وجود نظم غذائية مستدامة مشددا على ضرورة أن تقوم الشركات والمستهلكون بدور أكبر في إصلاح أنظمة الأغذية العالمية في الوقت الذي يشهد فيه العالم تزايدا في معدلات الجوع والسمنة في آن واحد.
وانتخبت اللجنة في جلستها الختامية اليوم الممثل الدائم لجمهورية الدومينيكان لدى وكالات الأمم المتحدة بروما ماريو ارفيلو رئيسا لولاية جديدة لمدة عامين خلفا لرئيستها المنتهية ولايتها السفيرة والممثلة الدائم للسودان أميرة قرناص.
وأنشئت لجنة الأمن الغذائي العالمي عام 1974 لتكون منتدى حكوميا دوليا يقوم على استعراض ومتابعة سياسات الأمن الغذائي ثم خضعت اللجنة في عام 2009 لعملية اصلاحية من أجل “ضمان الإصغاء إلى أصوات أصحاب المصلحة الآخرين في النقاش العالمي بشأن الأمن الغذائي والتغذية”.
وترفع اللجنة التي تستند أساسا على منظمة (فاو) وبرنامج الأغذية العالمي والصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد) تقارير سنوية عن نشاطها الى الجمعية العامة للأمم المتحدة من خلال المجلس الاقتصادي والاجتماعي والى المؤتمر العام للفاو.