آراؤهم

القلق الحكومي من الاستجواب

تجد الحكومة دائماً يعتليها الرعب والهلع والخوف عند ممارسة النواب أداة الاستجواب وهو حق دستوري لا احد ينازعهم عليه بل بهذه الاداة تكمن قوة النواب في مراقبة اداء الحكومة ممثله بجميع وزرائها وتشريع القوانين التي تصب في مصلحة الشعب ، فلماذا يا حكومة الانزعاج والضيق عند تقديم النائب الاستجواب ؟ فهو لم يجد آذان صاغية تسمع ولا عيون ساهره ترى ولا قلوب صاحيه تشعر ولا عقولاً نيره تفكر ولا جواب وافي يفهم بمعنى لا اسمع لا ارى لا اتكلم وهذا استخفاف وتسفية لعمل النائب ودورة في البرلمان فلابد من وضع النقاط علي الحروف بالتلويح في الاستجواب وتقديمة اذا استدعى الأمر بهدف الاصلاح والتنمية ومحاربة الفساد بشتى انواعه فهو مطلب اساسي من قبل الشعب لتصحيح المسار والتقدم نحو مستقبل افضل.

هناك مراوغات حكومية تحدث عادتاً عند تقديم اي استجواب مستحق اما بإعادة تشكيل الوزراء او تبديل الوزير المستجوب بحقيبه وزارية اخري حتى يسقط حق المساءلة دستورياً او يقدم استقالته بعد مناقشة الاستجواب اذا لم يتوفر العدد الكافي او يكون هناك عدد اكبر من النواب ويالتالي يضمن عدم طرح الثقه فيه، فهذه اساليب وطرق تستخدمها الحكومة للخروج من عنق الزجاجه وهذا الدفاع المريب للشك يجعل من الحكومة شريكه في الفساد والتستر عليهم وحمايتهم لكي لا ينكشف المستور وهذا الامر أن صح يعد من مصائب الدهر التي لا يمكن للبلد أن يتطور ويصلح حاله ويكون مصداً لقوى الفساد فهل يا ترى يطبق عليهم القول “حاميها حراميها ” ام هناك تفسير آخر غير واضح لنا. المساءلة واجبة من قبل النواب تجاه الحكومة وان اي عمل يضر المواطن ويتعدي علي مقدرات وثروات البلد مرفوض ولا يمكن ترك الحكومة تدغدغ مشاعر التجار لإرضاهم علي حساب الوطن والمواطن فهذا غير مقبول فالجميع سواسية امام القانون ونشر العدل هو اساس الحكم فلا مفر من الاصلاح والمحاسبة والمراقبة حتى اخر نفس من عمر المجلس فإن لم يأتي بخير فلن يأتي بِشر.

الكل يعلم أن طريق الاصلاح ليس بالامر السهل سواء كان وزير أو نائب فهي تحتاج الي قوة في الاداء والطرح والامانة المهنية والاخلاص في العمل فالوزير لابد أن يعمل وينجز ويصلح حتى لا يكون عرضة للمساءلة أما النائب يكون واعي وصاحب مبدأ وفكر وطرح سياسي متوازن يعرف مساره جيداً ولا ينظر لمصالح خاصة او تنفيع علي حساب مواقف تحاكي الشارع و تمس جيب المواطن وترهق كاهله فهنا يأتي دور الامة لمحاسبة النائب ورصد جميع مواقفه منذ دخوله المجلس فإذا كانت ثابته ومشرفة واصلاحية فهو يستحق التمثيل واذا كانت غير اصلاحية وغير ثابته ومتزعزعه وتجده دائماً يظهر رأسة متأخراً لاسباب خاااصه وسريه فهذا متذبذب ومتقلب فأعتقد لا يستحق تمثيل الامة.

لابد من وقف التراشق النيابي والسجال بين الاخوين الفاضلين النائب رياض العدساني والنائب د. جمعان الحربش فلهم مني كل التقدير والاحترام فهم ركن اساسي في عمليه الاصلاح وعينين في رأس ولا نختلف عليهم وأكاد أجزم أنهم جميعاً يسعون الي الاصلاح ومحاربة الفاسدين لكن الطرق والاساليب قد تختلف نوعاً ما ، الشاهد في الامر أن توحيد الصف وجمع الكلمة وتذليل العقبات فيما بينهم مطلب أساسي و شعبي ويجب علي النواب الشرفاء السعي لحل هذا الخلاف وتدارك الامر لان مايحدث في المشهد السياسي لا يفرحنا ابداً فلا تجعلون اطراف متآمره تفرح وتستفيد من هذا الخلاف الذي حدث بين اقطاب الاصلاح مما تفسد امور عديده ونحن في مرحلة حرجه تحتاج الي تكاتف وتعاون لاقرار وتعديل حزمة من القوانين المهمه.

نسأل الله العلي القدير أن يحفظ الكويت وشعبها وأميرها من كل مكروه

م. عبدالهادي الحويله