آراؤهم

“التربية” وسنوات الضياع

سنوات الضياع هو إسم لمسلسل تركي لم يخطر في بالي وأنا أتابع هذا المسلسل ، سوى وزارة التربية وسنوات الضياع التي عاشتها ولا تزال تعيشها في ظل وجود بعض هذه العقليات التي لا تزال تدير دفة السفينة وتتحكم بمفاصل الوزارة ومقدراتها إلى أن جعلتها وزارة طارده للكفاءات ومنفره لكل مخلص ومؤمن بأن العمل عبادة وان التعليم هو ركن أساسي من أركان الحياة ، سنوات ضياع وسنابل عجاف تمر بها الوزارة لا يشبهها سوى سنوات القحط والجفاف ، فمنذ سنين لم نسمع عن مبدع تم إحتظانة ، أو نابغة تم تأهيله ، او حتى موهبة عملت الوزارة على تقويته وتأسيسه ، سوى بعض الحالات التي جاءت من قطاع التعليم الخاص ، أما غير ذلك فلم نرى سوى الجفاف وغبار الماضي ، والسبب طبعا لا يخفى على احد ، فصراع الجبابرة الذي تعيشه وزارة التربية والتنافس بين بعض القياديين وفرد العضلات فيما بينهم جعل منها حارة منسيه بجوار مدن متطورة .

سنوات ضياع أصبحنا من خلالها كالندابات نندب ونصرخ ونشجب دون مجيب أو سامع ، ضاعت التربية وأصبحت تبحث عن مربي يعيد تربيتها من جديد ، تأملنا خيرا في وزيرها الأكاديمي الجديد وها هي السنون تمر على وجوده ولكن للأسف لم نلحظ أي تغيير يذكر ، ولا نلومه بذلك فأعشاش الماضي كانت أقوى من إصلاحاته ، لا نختلف حول إيمانه بالتغيير وحرصه على التطوير ورغبته بالنقلة النوعية التي تنقل وزارة التربية في عهده من حقبة غابرة إلى زمن متحضر وجميل ، ولكن تيارات الظلام يبدو أنها أقوى من أمانيه الجميلة ورغباته النبيلة ، لذا لا نستطيع سوى أن نقول له أعانك الله على ما تواجهه في محاربة الجهل .