آراؤهم

من هو الحاسد الحقيقي؟!

سمعنا قبل أيام عن خبر ( مزرعة حدودية لكل أسرة كويتية خلال 5 أشهر ) شريطة ألّا تمتلك أي حيازة مزرعة أو جاخور مَنحاً من الهيئة أو تملكاً بالشراء.
وهذا الخبر إن صَدق فهو مكرمة تُشكر عليها الحكومة ولكن ياحبذا لو كانت هناك عدالة اجتماعية بين المواطنين لتكتمل الفرحة ، العدالة تعني المساواة وهي أن تمنح الحكومة كل أسرة مزرعة بغض النظر هل هي تملك مزرعة أم لا ، والأدلة على العدالة والمساواة كثيرة سواء من الشرع أو غيره، وسأذكر لكم بعض الأمثلة ، المثال الأول : الميراث في الإسلام حدّد أن للرجل حظ الأنثيين ولم يتطرق لظروف أحدهم ، المثال الثاني: شاهدنا في موضوع إسقاط القروض كيف اختلفت الآراء وكان الرأي الشرعي هو الفاصل والحاسم بأن أفتى العلماء بأنه لايجوز التصويت بالموافقة على إسقاط القروض لفقدانه العدالة والمساواة .
استغرب من البعض الذين يحاسبون ردة الفعل ولا يحاسبون الفعل نفسه ، وأعني هنا من يصفون من ينتقد هذا القرار بأنه حاسد !!! ولايحاسبون من تسبب بالمشكلة وهو إعطاء بعض المواطنين وحرمان البعض الآخر ، هنا مربط الفرس وهنا المشكلة الحقيقية ، وماذا يضر الحكومة لو تمنح كل أسرة مزرعة ، فالتي عندها مزرعة في السابق أصبحت لديها مزرعتان ، والأسرة التي ليس لديها مزرعة في السابق اصبحت لديها مزرعة ، إذن من هو الحاسد الحقيقي !!!!!
هذا المواطن الذي عنده مزرعة بالتأكيد أنه دفع مبالغ كبيرة واقترض من البنك ليشتري هذه المزرعة ناهيك عن فوائد البنك ، وفي الأخير تأتي الحكومة وتمنح غيره وتحرمه لأنه عنده مزرعه .
بالله عليكم أين العدالة ؟؟؟

وفي حين ألغت الحكومة فكرة منحة المزارع ستنطلق صيحات البعض ويقولون ، ألغيت بسبب حسد أصحاب المزارع لنا (مالكم كيف تحكمون)

للأسف هناك تصوّر عند ( البعض ) أن الأغنياء دائماً على خطأ والفقراء هم المساكين المظلومين الذين على حق ، وهذا مفهوم خاطئ وتبرير منهم على فشلهم في حياتهم وإلقاء اللوم والفشل على غيرهم من الاغنياء الناجحين ، وللعلم أن العشرة المبشرين بالجنة رضوان الله عليهم كان أكثرهم من الأغنياء .