أقلامهم

سذاجة الخصوم

‏عندما تكتب أو تتحدث عن التيار الإسلامي المعتدل، ذاكراً بعض مواقفه الإيجابية، تشعر بأن استنفاراً حصل في ميدان الخصوم لهذا التيار، فسرعان ما تبدأ الردود تتوالى عليك، فمن مكذِّب لما ذكرت، ومن مستهزئ، ومن رافض للحقائق الواردة في المقال مهما كانت قوة الحجة ومتانة الأدلة، ولعل ردات الفعل عن مقابلتي الأخيرة في القبس خير شاهد على ما نقول، فقد كنت أتمنى أن أسمع رأياً ينقض كلامي بشكل علمي، بعيداً عن الاستهزاء الذي يجيده رسام الكاريكاتير، ولكن هذا لم يحدث!
* علق وزير الأوقاف السابق على حديثي عن دوره في استبعاد تيار الحركة الدستورية الإسلامية من وزارته، بقوله «رغم اعتراضي على الأسلوب الذي لا يليق بمن يدعي أنه إسلامي (!!).. فإن الادعاء بالمظلومية لم يعد نافعاً، فالسعودية والإمارات كشفتا أفعالكم». (انتهى)!
هل تعلم عزيزي القارئ، ماذا كان أسلوبي الذي يقصده «وجاء يعقوب الصانع وكمّل الحفلة» (انتهى)! طيب شعلاقة هذه العبارة بالسعودية والإمارات؟! وأين الأسلوب الذي لا يليق؟! ألم يكن حرياً بك أن ترد على اتهامي لك ــ كما فعل الوزير أحمد باقر في رده ــ باستبعاد المحسوبين على تيار الحركة من المناصب التي يستحقونها بسبب انتمائهم الفكري، بدلاً من إعطاء معلومات مغلوطة للقارئ؟!
* زميلة يسارية تكتب في القبس ردت على قولي في المقابلة «إن إيران أكثر ضرراً على الكويت من الإخوان المسلمين».. بقولها «إن الإخوان حاولوا غزو الكويت عام 1920، بينما إيران لم تفعل ذلك» (!!).
بالله عليكم هذي شلون ترد عليها؟!
* الزميل أحمد باقر وزير الأوقاف الأسبق ردَّ على كلمتي إنه «قضبنا الباب بالأوقاف» بمعلقة طويلة، لكن أبو محمد دائماً مؤدب في ردوده، لكن لدي ملاحظة صغيرة على قوله إن وكيل الوزارة انتهت مدته وهذا سبب تغييره، وأعتقد أنه كان يسعك أن تطلب التمديد له من مجلس الوزراء، كما فعلت ويفعل الوزراء الآخرون! أمّا مدير الدراسات الإسلامية فقد كان مستحقاً ترقية ولم تسع له، والأمثلة كثيرة ليس هذا مجال ذكرها، أما الفراش فقد جانبني الصواب عندما قلت حتى فراش ما عندنا، حيث تبيّن وجود اثنين ما زالا على رأس عملهما!
* ما دمنا نتحدث عن السذاجة، أعتقد أنه يكون ساذجاً من يصدق أن مسلمين يدخلون مسجداً في صلاة الجمعة، ويقتلون ويجرحون أكثر من 400 مصلٍّ! هذا إجرام لا يفعله إلا كافر فاجر! فإن صدقنا ما يقال إن «داعش» انتهى، فالسؤال إذاً: من يستطيع أن يفعل ذلك؟ وما هي مصلحته؟
* ولعل من السذاجة أن يصدر قرار باعتبار الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين منظمة إرهابية! فهذا الاتحاد يضم خيرة علماء الأمة ومفكريها، ومعظمهم يحمل فكراً وسطياً معتدلاً، كالشيخ خالد المذكور، وهذه الشيطنة لهؤلاء تعطي مجالاً أن يتصدر المتطرفون المشهد الإسلامي في الساحة الإعلامية، بعد أن ينزوي المعتدلون في بيوتهم، ثم نأتي نشتكي من انتشار الفكر المتطرف!
***
نهنئ الأخ الدكتور بدر الناشي (الأمين العام الأسبق للحركة الدستورية الإسلامية) على سلامة وصوله من رحلة العلاج في الخارج، بعد أن منّ الله عليه بالشفاء، كما نهنئ الزميل الأستاذ عبدالله النيباري كذلك على سلامة عودته لأرض الوطن، بعد رحلة العلاج، ونسأل الله للأخوين الكريمين الشفاء التام وطولة العمر في طاعة الله عز وجل.

دعاء:
دعاؤنا للشيخ أحمد القطان أن يشفيه المولى عز وجل من الوعكة التي ألمت به، وأن يعود إلى منبره ليصدح بالحق كما عودنا، وأن يكمل مسيرة الدعوة التي بدأها، اللهم آمين.