آراؤهم

١٠٠ يوم.. وتنجلي الغيوم ياسعود

عندما كان كاتب عمودا صحفيا ، كان بمثابة صحيفة كاملة ، وعندما دخل عالم تويتر لم يكن مجرد مغرد عادي، بل كان جيشاً من المغردين ، وقبل انتشار مواقع التواصل الاجتماعي كان من خلال موقع الشبكة الوطنية كتيبة من المدونين المخضرمين، وعندما توجه للاعداد البرامج التلفزيونية كان بمفرده فريق اعداد كامل الدسم بالعلم والمعلومة .. انه سعود العصفور ، سعود الوطن ، سعود الكرامة ، سعود النزاهة ، سعود الشرف ، سعود حامي المال العام ، سعود هادم اوكار الفساد والمفسدين ،، لا يكشف قضية فساد الا ومستندات كل ملف بحوزته ينشرها ويوضحها للجميع ،، ولا يتحدث عن تجاوز الا والاوراق تحت يديه ، باختصار بإختصار عندما يتكلم سعود العصفور الجميع يتفق علي (صدقه) ، فالمصداقية وسعود وجهان لعملة واحدة ،، من هنا ولهذه الاسباب كان سعود مزعجاً جداً لهم ، منغصاً عليهم ، طارداً للنوم من عيون المفسدين ، لذلك حاكوا له المؤمرات والدسائس ليوقعوا به ، فزجوا باسمه في قضية لا ناقة له فيها ولا جمل ، بل ان الجميع يعلم إنه كان (خصماً شرساً) لأطرافها ، لكنها كانت حقبة سجن الشرفاء والانقياء ، ولو لم يسجن سعود في تلك الفتره لكان السجن ” ليس للرجاله ” على حد قول اخواننا المصريين ..
سعود العصفور ليس مجرد إعلامي أو مغرد أو سياسي ، هو قبل ذلك إنسان يحمل بين أضلعه قلب رجل عصارته الفزعة والمرجلة ،، لا آنسي قبل عدة سنوات عندما إنتشر خبر إستدعائي لأحد المخافر للتحقيق معي بعد شكوى قدمها ضدي أحد الفاسدين ، حينها لا يعرفني سعود ولا أعرفه ، وإذا به يعرض فزعته ووقفته معي كوني إمرأه ، وهو أمر غير مستغرب على من هم بمرجلة ونخوة أبو عبدالعزيز ،، أذكر هذا الموقف معي وأنا أجزم انه ضمن عشرات المواقف لسعود مع آخرين ، لانه مِن من يفعلون المعروف ولا يتحدثون عنه ..
100 يوم .. بقيت على خروجه من المعتقل ، ليعود ابو عبدالعزيز سيفاً من سيوف الحق ، وسوطاً من سياط العدل ، فهكذا هم الأحرار دائماً تزيدهم التجارب والازمات إصراراً وإيماناً بمبادئهم ومواقفهم .. ننتظرك يا سعود على أحر من جمر ، وتنتظرك الكويت وينتظرك الأحرار ، وينتظرك المال العام وأملاك الدولة والدستور والمكتسبات الشعبية لتقود حملة الدفاع عنها من جديد وكما كنت سابقاً، بعد أن نهشها الفاسدون ووثب عليها أصحاب المصالح والمتلونون .
تجربة السجن بالنسبه لسعود
أجزم إنها لن تكون تجربة عابرة ، هي كغيرها من تجارب رموز الحراك التي تعرضوا لها سواء كانت سجن أو سحب جناسي أو هجرة ، قد تكون سقطت فيها بعض الاقنعة وانكشفت فيها الكثير من الوجوه ، لكنها في الوقت ذاته زادت من قدموا تلك التضحيات إيماناً بمواقفهم ووسعت مدارك نظرتهم لأمور والأحداث وأصبحوا يرون ويتعاملون مع قضايا الاصلاح من اكثر من زاوية ،،
عموماً ونحن نَعِدُ الأيام والساعات والدقائق للحظة الفرح المنتظرة ، نقول : سعود العصفور كلنا نتظرك فلا تطل الغياب .

هيفاء الناصر
@HaifaaALnasser