عبدالله المسفر العدواني
عبدالله المسفر العدواني
كتاب سبر

“هذول عيالك”

يزورنا في هذه الايام قادة دول مجلس التعاون الخليجي لحضور القمة الخليجية التي ترعاها دولة الكويت في ظروف استثنائية وبدعوة من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد حفظه الله والذي لا يكل ولا يمل ويبذل مجهودات خارقة من أجل لم شمل أسرة البيت الخليجي التي تمزقت مؤخرا وبإذن الله تعود قريبا.. بل أني كلي ثقة في ذلك لأن هذا الملف وهو المصالحة الخليجية يقوم عليه حكيم العرب سمو الشيخ صباح.

وكما تعيش أمتنا العربية والخليجية أيام صعبة.. نعيش اليوم في الكويت أيام صعبة أيضا نحتاج فيها إلى التكاتف والتلاحم.. نحتاج فيها إلى لم الشمل وإلى العودة لنكون جسدا واحدا كما كنا وسنظل بإذن الله تحت القيادة الحكيمه لسمو أمير البلاد رجل المهام الصعبة الذي يزن الأمور بميزان من ذهب ودائما ما يكون لديه الحل والفصل في كل الأمور المعقدة.

لا شك أننا عشنا في السنوات الأخيرة فترة متلاحقة الأحداث كانت انعكاسا لمحيطنا الخليجي والعربي.. ولاشك أن هناك من يحاول استغلال هذه الأحداث لإشعال نار الفتنة بين الأسرة الواحدة.. ولهذا كان سمو الأمير دائما ما يحذر ويدعو إلى التلاحم وإلى الوحدة الوطنية وإلى الانتباه.. من أجل مصلحة الكويت وأهل الكويت.

وقد كان للأحكام القضائية الأخيرة بالسجن على حوالي 70 فردا من أبناء هذا الوطن في قضية دخول المجلس وقع الصدمة على الكثيرين ليس اعتراضا على أحكام القضاء لكن هذا الحدث سيتأثر به 70 أسرة كويتية وربما أضعاف هذا العدد.

مستقبل هؤلاء الأسر مهدد وحتى الأسر الأخرى التي تدور في فلكهم من أخوة وأخوات وأبناء عمومة ومن لهم نسب وأصدقاء ومحبين.. فالأمر لا يعدوا فقط حبس 70 شخصا رغم أن العدد كبير ولكنه يمتد لأكثر من ذلك بكثير وله تبعات خطيرة وتهدد بل ربما تدمر أعداد كبيرة من أبناء هذا الشعب الطيب.. فالموقف إنساني بامتياز.

القضاء قال كلمته واستند على ما لديه من أدلة.. فلغى حكم أول درجة وأوقع العقوبة على هولاء السبعين كما استقر في وجدان القضاء.. وهو أمر لا يمكن التعقيب عليه قانونيا.. لكننا هنا بصدد الحديث عن الجانب الإنساني وتبعات الأحكام.

ولأن لكل عقدة حل.. ولكل أزمة منقذ ومخلص.. فأنه لايمكن لأي كان فك هذه العقدة سوى سمو أمير البلاد حفظه الله الذي لا يجد أمرا فيه مصلحة الدولة أو الشعب إلا وسعى فيه.. وكيف لا وهو من يقود السفينه كنوخذه عليم بأمواج البحر وأسراره ويعرف متى يحول المسار ومتى يتوقف ومتى يسير وسط البحر المتلاطم الأمواج.

سمو الشيخ صباح الأحمد حفظك الله.. نعلم أنك تتحمل الكثير وتتغاضى عن الكثير.. وتعفو عن الكثير.. وكيف لا وأنت أمير الإنسانية.. وهنا نستحلفك بالله بأن تتدخل في هذه القضية التي تمس 70 أسرة كويتية دفعة واحدة.. لتعيد إلى شفاههم البسمة.. وإلى حياتهم الاستقرار.. بقرار عفو من سموك.. فهؤلاء لم تحركهم إلا الغيرة على الوطن.. وهم لم يسفكوا دماء ولم يدمروا المنشآت ولم يخططوا لخيانة الوطن وأسرة الحكم وإنما كان هدفهم مصلحة الوطن من وجهة نظرهم.. التي ربما تكون غير صحيحة.

وكما قلت سابقا بأني كلي ثقة بأن سموك ستأخذ بسفينة الخليج لشط الأمان.. فأنا هنا كلي ثقة ايضا بأن سموك ستعيد البسمة إلى وجوه أسر المحكومين.. لأنه باختصار.. (هذول عيالك).

almesfer@hotmail.com