آراؤهم

إيران.. في كل مكان الموت للدكتاتور

في يوم 28 ديسمبر/ كانون الأول 2017 بدأت الانتفاضة الوطنية الإيرانية من مدينتين دينيتين مشهد وقم والتي يعتبرهما الملالي من احدى اقطاعاتهم وتحت سيطرتهم بلا منازع، هذه الانتفاضة بدأت بالاحتجاج على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والفقر ولكن مطلب جميع المتظاهرين هو اسقاط هذا النظام الفاشي المذهبي الذي يحكم إيران.

المواطنون في مشهد ومن خلال شعارات الموت للديكتاتور والموت لروحاني أظهروا كرههم لهذا “النظام المقدس” و جميع اركانه.

في قم رفع المتظاهرون شعارا من مستوى أعلى ووجهوا خطابهم لعلي خامنئي الذي يحكم إيران “سيد علي حان الوقت لترحل” وهو شعار صريح مطلبه اسقاط ولي فقيه النظام.

ومثل مشهد وقم في بقية المدن الإيرانية قامت مظاهرات من نفس النموذج، وبشعارات المتظاهرين الموت للدكتاتور والموت لخامنئي والموت لروحاني أرادوا أن يخبروا العالم بصراحة أنهم لن يصبروا أكثر وهدفهم انهاء سلطة ولاية الفقيه المطلقة في إيران.

مؤسسات وأجهزة النظام أرادت اعتبار هذه الانتفاضة الشعبية عمل غير واع وليس بمصلحتهم، لكن بمواجهتهم بشعارات لا للأصلاحيين ولا للأصوليين ليفهموهم أن الشعب ضد كل أشكال هذا النظام وهذا الشعار واضح لكل الشعب الإيراني ويجب على العالم أن يعرف أيضا أن إرادة الشعب في الحياة والرقي لا تعني سوى إسقاط نظام الولي الفقيه بشكل كامل.

من المحتمل أن هناك من يقارن هذه الانتفاضة بحراك عام 2009 الذي تم قمعه من قبل الولي الفقيه و الحرس الثوري، والرد على ذلك أن الشعب الثائر حملوا أرواحهم على أكفهم ووليس لديهم ما يخسرونه.

خلال الـ 39 سنة التي مضت، لم يترك الملالي وقوات الحرس وعوامل مرتبطة بهم شيئا للشعب الإيراني ليتعاطفوا معهم ويدغدغوا مشاعرهم بهم وأغلبية الشعب الإيراني ليس لديه ما يخسره سوى الفقر والشقاء.

قام المتظاهرون الغاضبون في بعض المدن بالإستيلاء على بعض المرافق و حتى تدميرها مثل البلديات و مقرات قوات الحرس ومكاتب أئمة الجمعة والمحاكم باعتبارها من أجهزة النظام في عمليات القمع والسيطرة.

الانتفاضة التي بدأت في 28 ديسمبر مستمرة وسيتخلخل توازن القوى في المنطقة وعالميا ويرتد عكسا على هذا النظام.

الولي الفقيه المستبد خلال خمسة أيام منذ بدء الحراك الواسع التزم الصمت، واذ نطق فقال انه سيتحدث عنه لاحقا، لأنه إذا كسر صمته وأصدر أمر إطلاق النار سيتسع نطاق الانتفاضة أكثر وإذا لم يعط هذا القرار وأراد النصح والموعظة بطريقة الملالي سينتشر الحراك اكثر وأكثر لذلك فإنه مجبور على السكوت لأنه ليس لديه العلاج و الطرق أمامه مسدودة.

نظام الولي الفقيه هو نظام رجعي بشكل كامل وأن موضوع غضب الشعب الإيراني ودوران عقارب الساعة ليست بمصلحة الحاكم المستبد وقد ارتفع كثيرا صوت ناقوس موت نظام الولي الفقيه وقد سمع صوته المرتفع.

في اليوم الثاني للمظاهرات في مشهد رجل الدين الظالم و المدافع عن خامنئي وردا على التظاهرات الشعبية في الشوارع والهتاف ضد الولي الفقيه قال في خطبة الجمعة في تريبون “هل هذا العمل صحيح أن يكون قائد المجاهدين امرأة و تأتي لتشكركم؟ هل تقبلون من أجل مطالبكم أن يأتي هؤلاء ويسقطوا الثورة والنظام؟ هل تقبلون من أجل مطالبكم أن تنتهي القضية بهذا الشكل؟ لا تسمعوا دعوة أحد بالنزول الى الساحات واذا دعاكم احد فتبينوا من الذي يدعوكم؟”

ومن الملاحظ أن كلامه وهو أحد أركان نظام خامنئي متفق عليه من قبل الولي الفقيه ويعترف بشكل صريح ان المتظاهرين بقيادة وقرار منظمة المجاهدين نزلوا الى الساحات و هدفهم اسقاط النظام كليا.

ومع ان هذا الكلام صدر عن أحد أركان النظام القمعي إلا أنه في محتواه وما يتعلق بقيادة الانتفاضة الحالية صحيح بشكل كامل لأن قيادات المتظاهرين من الخلايا و الفرق التابعة لمنظمة المجاهدين في الداخل الإيراني.

كما أنه عندما تعرف القوة الأساسية في التظاهرات عن نفسها وعندما تكتب على الجدران أقوال قائد جيش التحرير الوطني مسعود رجوي وعندما تعبرعن نفسها بأرقام معسكرات أشرف 100 و 530 و 400 بهذا الرمز يعبرون عن علاقتهم بقيادة و قوات المقاومة الوطنية.

الحقيقة انه خلال حكم رجال الدين القذرين وقوات الحرس تكفلوا بالحفاظ على الولاية ويجب اسقاطهم جميعا و إرجاع الشرعية الى جماهير الشعب.

السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قالت بخصوص المظاهرات الكبيرة والمنتشرة في مختلف أنحاء إيران: “ان سجل أربعة عقود من حكم الملالي ليس إلا الغلاء والفقر والفساد، والتعذيب والإعدام والقتل وإشعال الحروب. ان القسم الأعظم من ثروات الشعب منها الأرصدة المفرجة عنها جراء الاتفاق النووي تُصرف في ماكنة القمع والكبت وتصدير الإرهاب وإثارة القلاقل والحروب، أو يتم نهبها من قبل قادة النظام. إن إسقاط نظام الإرهاب الحاكم باسم الدين هو أول خطوة للخروج من الأزمة التي تتصاعد يوميا.
وتابعت تقول: لا مستقبل لنظام الملالي. الرهان عليه محكوم عليه بالفشل وحان الوقت لكي لا يربط المجتمع الدولي مصيره بهذا النظام وأن يعترف بمقاومة الشعب الإيراني التي تعمل على إسقاطه.”

لذلك على قادة الدول وخاصة الدول العربية والشرق الأوسط أن يقرروا الوقوف الى جانب الشعب الإيراني والمقاومة المنظمة والاعتراف رسميا بالثورة الإيرانية لاسقاط نظام الولي الفقيه الفاشي.

المحامي عبد المجيد محمد abl.majeed.m@gmail.com