آراؤهم

أنس الشرير

في صبيحة كل يوم يبدئ ابني بدر بسرد بعض بطولاته ونحن في طريقنا لمدرسته، حيث يشرح لي كيف هزم الأسد الجبان وكيف كان يأكل الذئاب. وكان يحاول أن يدخل باب الشر بقصصه بشخصية ابن خالته أنس، تتلخص جميع مشاغبات الأطفال التي يراها بدر بأنس، حيث يلبّس أنس أي شيء خاطئ من وجهة نظره، ثم يدعوني لمعاقبته لأنه “باد قاي”.
لوهلة شعرت بأن ابني هو شمشون الجبار حيث صوّر لي معاركه التي خاضها وهزم بها أعدائه الأشرار كالأسد والذئب، رغم قوته الخارقة إلا أنه يطلب التدخل العاجل لوقف مشاغبات أنس الشرير. بدر حكى لي قصصه بناء على بطولات وهميه عاشها ويحاول ايصالها لي بطريقة معبره تشبه إلى حد ما طريقة تعامل بعض السياسيين لإنجازاتهم ” الوهمية”.
هذا المشهد الكوميدي الصباحي الذي اشاهده يوميًا يذكرني بالمشهد الإقليمي الحالي، فبمجرد مشاهدة بعض وكالات الأخبار سنجد تسطيرها للبطولات الوهمية التي تخوضها بعض الدول المحسوبة لها، وسبيلها في مكافحة الإرهاب ونبذ الفساد إلا أن هنالك طرف ثالث لكل مشاكلهم يعوق حركة تقدمهم ونهوض سياساتهم. الطرف الثالث يتمثّل برؤية ابني بدر لابن خالته أنس أنه هو الذي يدير الشر في العالم كله.

askalkandari@gmail.com