عبدالله المسفر العدواني
عبدالله المسفر العدواني
كتاب سبر

دلو صباحي
ومنهم من قضى نحبه!!

من أغرب التصريحات لبرلماني ليس في الكويت وحسب ولكن ربما في العالم.. تصريح رئيس مجلس أمتنا الموقر معالي الرئيس مرزوق الغانم عن معارضيه والذي جاء وسط حديثه الموجه إلى النائب شعيب المويزري على خلفية الخلاف الأخير بينهما والذي قال فيه.. “منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر”!!

فمن هو يا سيادة الرئيس الذي قضى نحبه ومن الذي ينتظر أن يقضى نحبه.. من يا ترى تقصد.. هل تقصد الشعب سيقضى نحبه أم النائب المويزري أم الرئاسة نفسها أم مصلحة البلد.؟؟ وللحقيقة يا بوعلي لم توفق البتة في الاستشهاد بهذه الآية لأن خصمك أو معارضك ليس بعدو أو صهيوني مارق أو خصم في ساحة قتال حقيقي على الأرض.

يا معالي وسيادة وجناب الرئيس مرزوق أنت وأقرانك من أعضاء مجلس الأمة جئتم من أجل مصلحة هذا الوطن للتشريع وسن القوانين ومراقبة السلطة التنفيذية وحماية البلد من أي مكروه.. وساحتكم هي قاعة عبدالله السالم ساحة الديمقراطية والأدب والاحترام المتبادل.. ساحة المكاشفة والمصارحة والمصالحة والحقيقة وليست هي جبهة قتال على الحدود.

لقد جاء بكم الشعب لتعبروا عن طموحاته وآماله وأن تحققوا له أحلامه في العيش الرغد الكريم ولم يأت بكم للقتال والاستشهاد بهذه الآيات بعضكم ضد بعض ومحاولة كل منكم الاستهزاء بالآخر أو التقليل من شأنه أو احتقاره.. ولم تكن تلك الساحة للسب والقذف والتنابز بالألقاب.. فما الذي سيستفيده الشعب أو البلد من السجال والمشاحنات.

ياسيادة ومعالي وجناب الرئيس هذا المنصب الذي تعتليه له مهابته.. وله مكانته.. وله احترامه ووقاره.. كما أن من يعتليه عليه أن يتحلى بمواصفات لا يمكن تجاهلها ويجب أن يكون صاحب هذا المنصب ذو رؤية ثاقبة ورحابة صدر وقادر على احتواء غضب الآخرين واحتضانهم حتى يقود البلد لبر الأمان ويعم الوئام بين أفراد المجتمع لا أن تسود الضغينة والمشاحنات.

رئيس مجلس الامة يجب أن يكون إطفائيا ماهرا يقضي على الحرائق في مهدها لا أن يشعلها ويزيدها اشتعالا.. رئيس مجلس الامة يجب أن يعلم أنه زميل للنواب لا ناظر مدرستهم الذي يوجه ويعطي ويمنح ويمنع ويصادر على رأي الآخرين.

يا بوعلي انظر لمن جاء قبلك فمع خلافنا في الرأي مع بعضهم إلا أنهم كانوا مثالا للاحتواء والتفاهم.. فللرئاسة هيبتها ووقارها.. وفي رأيي المتواضع أن كلامك يا معالي وسيادة وفخامة الرئيس هو الذي سيقضي وربما قد قضي على هيبة الرئاسة.

almesfer@hotmail.com