أقلامهم

نهاية الكويت عام 2020!

الكويت ستنتهي عام 2020″ هذا ما قالته السفيرة الأمريكية السابقة بالكويت -ديبرا جونز! متى وأين قالت ذلك؟ فيأتيك الجواب سريعا: “على ويكيليكس بمراسلات السفارة مع الخارجية الأمريكية”، هل قرأت ذلك بنفسك؟ هل يعقل أن يكتب أو يفكر أو يتنبأ سفير دولة ما بزوال الدولة التي يمثل بلاده فيها بعد عشر سنوات؟ أي سفير هذا وأي قدرات ذهنية واستراتيجية وتنبؤية لدى هذا السفير؟

كثيرون بيننا لا يتأكدون ولا يتحققون مما قيل، ولديهم قابلية لتصديق كل ما يسمعونه أو يقرأونه على الانترنت وعبر برامج التواصل الاجتماعي، أتذكرون كيف أن السفيرة الأمريكية ببغداد قبيل الغزو العراقي للكويت تحولت إلى شرطي مرور يغير ألوان الإشارات الضوئية فيحولها للون الأخضر ومن ثم تسير الجيوش الجرارة ليغزو الأخ أخيه والجار جاره؟
تماما، وإن بسيناريو مختلف هذه المرة، نحن أمام “تصريح” سفيرة أمريكية لم ينطلق أبدا (لعلها صدفة جنسية بحتة أن كلا السفيرين ببغداد والكويت من الإناث)، كنت ممن قرأ البرقية الأمريكية من السفارة هنا بالكويت للخارجية بواشنطن، ولم أجد من قريب أو بعيد تصريح للسفيرة السابقة بهذا الصدد، وكل ما وجدته أنها التقت مجموعة من الشباب الناشطين الكويتيين محافظين وليبراليين (عشر إناث وخمسة ذكور) على غداء عمل بالسفارة للتعرف على رؤيتهم للكويت عام 2020، كان ذلك يوم 15 فبراير 2010، وقد تنوعت آراؤهم وتطلعاتهم، وتنوعت المواضيع من الاقتصادية إلى السياسية والتعليمية، ولم يرد للسفيرة تعليق أو رأي شخصي حول مستقبل وجود الكويت من عدمه في هذا “الكيبل” أو البرقية لخارجية بلادها أبدا.
رابط البرقية كاملة كما وردت على موقع ويكيليكس:
https://wikileaks.org/plusd/cables/10KUWAIT134_a.html

لكن هل يعقل أن يكون هذا الكلام مختلقا بلا أساس البتة؟ لا ولكن القصة كالآتي:
ذكر أحد المشاركين الذي لم يذكر اسمه في البرقية بسؤاله عن رؤيته للكويت عام 2020 بأن السؤال يجب أن يكون: هل ستكون الكويت دولة مستقلة عام 2020؟ وما قاله حرفيا هو:
it is worth noting that one very articulate young man (a blogger) outlined a far darker vision, arguing that when surrounded by far larger and more powerful countries like Iran, Iraq and Saudi Arabia, the question should not be what future for Kuwait in 2020, but whether there is a future for Kuwait as an independent state. End summary.
وترجمة مشاركته هي كالتالي:
“من الجدير ذكره (والكلام هنا للسفيرة) أن شابا بليغا (مدونا) طرح رؤية متشائمة جدا بقوله أنه حين تكون محاطا بجيران أكبر منك حجما وأكثر قوة مثل ايران والعراق والسعودية فإن السؤال لا يجب يجب أن يكون (والكلام لازال للمدون) عن مستقبل الكويت في 2020، ولكن ما إذا كان هناك مستقبل للكويت كدولة مستقلة”. (نهاية التلخيص).
إذن لم تضرب السفيرة الأمريكية السابقة ديبرا جونز الرمل، ولم تلعب بالبيضة والحجر لتقرر نهاية الكويت عام 2020، وهنا يطرح سؤال آخر:
لماذا انتشرت هذه الحبكة الوهمية لتصريح أو تقرير لم يوجد لسفير أمريكي بنهاية الكويت؟ من الذي يقف وراء مثل هذه الشائعات؟ هل هو الجهل؟ هل هو العقلية العربية التي تريد تصديق “المؤامرات” وتخضع للمبالغات في خلق الأحداث؟ هل هو “عقدة الخواجا” التي جعلتنا نصدق كل ما ينسب -وإن زورا- لما هو غربي قوي مؤثر وصانع لأحداث العالم- وأقصد هنا الولايات المتحدة الأمريكية؟
لست أدري، ولكن السؤال الأهم: بعد كل التضحيات التي قدمها الكويتيون والصمود الذي لم يسجله أي شعب في التاريخ في وجه أي غاز؟ ورغم المكانة الوسطية التي تتبوأها الكويت اقليميا وعالميا، وعلى الرغم من انتشار الوعي النسبي اقليميا لدى الكويتيين بسبب هوامش الحرية النسبية؟ ورغم الرفاه النسبي مقارنة بالمحيط الإقليمي، ورغم الاحتياطات المالية الهائلة الفلكية الأرقام (لا أحد يعرفه الرقم بالضبط ولكنها “وايد”)، ورغم ميزانيات التسليح المفتوحة من أجل الدفاع عن الوطن، ورغم المعاهدات الدفاعية المشتركة مع الدول العظمى، ورغم القواعد العسكرية الهائلة للدول العظمى الصديقة،،،،،رغم كل هذا: لماذا تكون لدى الإنسان الكويتي قابلية لتصديق مثل هذه الاختلاقات والوهم؟ ولماذا تتمكن هذه الصورة القاتمة والمتشائمة من الهيمنة على عقلية الإنسان الكويتي؟ ولماذا تنتشر كذبة مختلقة عن نهاية هذا الوطن الغالي كالنار بالهشيم؟ ولماذا نكون عرضة لتصديق ما يشاع عن نهاية بلادنا ووطننا؟
لا أظن أن القاريء الكريم بحاجة إلى إجابة للتساؤلات الأخيرة.

3 تعليقات

  • السلام عليكم د. سعد
    اللي ذبحنا حنا الكويتيين هم صهاينا عباد المال و مؤسسي الفساد في الكويت .
    و لا حظ كل ما تصبح حالة تشاؤم تزداد إقامة معارض العقارات للبيوت لخارج الكويت . و أقول أصحاب العقار هم أصحاب القرار و يبون هيك ديمقراطية أكياس الفلوس و الكويت ليست عروس .

  • دولة الكويت عمرها ما تنتهي
    وعلى رآي الأخ العزيز طلال البحيري
    نحن باقون هنا الله يحفظ الكويت من كل شر والشعب الكويتي شعب صامد
    والغزو الغاشم كان خير دليل على صمود الشعب ولا سفيرة أمريكية ولا عشرة مثلها يقررون نهاية دولة مثل الكويت مثلها مثل كذبة نهاية العالم 2012 و هذا حنا اليوم وصلنا 2020 ولله الحمد الكويت باقيه وبأذن الله باقيه وثابته إلى يوم الدين
    والكويت تستحق الكثير الكثير الكثير الكويت تستحق الأفضل

  • دولة الكويت عمرها ما تنتهي
    وعلى رآي الأخ العزيز طلال البحيري
    نحن باقون هنا الله يحفظ الكويت من كل شر والشعب الكويتي شعب صامد
    والغزو الغاشم كان خير دليل على صمود الشعب ولا سفيرة أمريكية ولا عشرة مثلها يقررون نهاية دولة مثل الكويت مثلها مثل كذبة نهاية العالم 2012 و هذا حنا اليوم وصلنا 2020 ولله الحمد الكويت باقيه وبأذن الله باقيه وثابته إلى يوم الدين
    والكويت تستحق الكثير الكثير الكثير الكويت تستحق الأفضل

أضغط هنا لإضافة تعليق