عبدالله المسفر العدواني
عبدالله المسفر العدواني
كتاب سبر

دلو صباحي
محاكمة الأمة

أن تصدر حكما يغير التاريخ ليس على مستوى الدولة وحدها ولكن على مستوى العائلات والأسر فهو أمر يصعب وصفه ويصعب التعامل معه كونه يمس تفاصيل الحياة لمئات الأشخاص ويؤثر عليهم اقتصاديا ونفسيا واجتماعيا.

إنه أمر في غاية الصعوبة والتعقيد أن تكون محل قاضي السماء وأنت تقضي في الارض.. فتجرم شخص بريء أو تبريء مجرم.. إنه الاختبار الصعب الذي سيحاسبك عليه الله رب العرش العظيم.. ربك ورب جميع البشر والمخلوقات فإما أن تنجح فتنال رضاه سبحانه تعالى والجنة وإما أن تفشل فيكون الجزاء مضاعفا.
غدا يوم الاحد يترقب جميع أهل الكويت حكم التمييز في حق المتهمين بدخول مجلس الأمة..

غدا الاحد سيصدر الحكم على مصير 70 أسرة كويتية اتهم ابنائها أو أربابها بدخول مجلس الامة وبيتها ولم تكن غايتهم وقتها وجميعنا يعلم ذلك إلا توصيل رساله سلمية حول ما وصلت إليه الاوضاع السياسية في الكويت خلال تلك الفترة.

70 شخصا ينتظرون مصيرهم بعد تعبيرهم عن رأيهم ورفضهم للرشاوي والتنفيع والاستيلاء على المال العام منهم من هو في بداية حياته متعلقا بالأمل والحلم.. ومنهم من هو المعيل لأسرته بشكل كامل.. ومنهم من هو وحيد والديه.. ومنهم من هو مبدع في مجال عمله الاكاديمي أو العلمي.

70 حكما و70 شخصا معادلة ستغير وجه الكويت الاجتماعي والسياسي والنفسي.. 70 حكما على 70 شخصا ستكون حديث الديوانيات ووسائل الاعلام على اختلافها.. 70 حكما ل 70 شخصا ستغير وجه التاريخ السياسي في الكويت.. والحقيقة أنه ليس 70 حكما على 70 شخصا بل هو حكم على العمل السياسي في الكويت وحكم على أهل الكويت كلهم.

ويقولون في العبارات القانونية المأثورة أن روح القانون هي التي تغلب على الأحكام.. وأن الجانب والبعد الإنساني في بعض المرات أهم من أي شيء آخر.. وشاهدنا أحكاما لقضاة أجانب غلب الطابع الإنساني على أحكامهم على الطابع القانوني.

نحن هنا لا نصدر احكاما أو نترجى أحكاما.. لكننا نقول أن هؤلاء أبناء الوطن كانت جريمتهم محاولة وقف الرشاوي ومنع التنفيع ووقف الهدر للمال العام والجميع يتفق على ذلك.. فما هو جزاء هذه المباديء؟

نحن هنا وبكل وضوح نعلنها بأننا مع هذه المباديء وكل أهل الكويت معها باستثناء المرتشين والمنتفعين ونرفض أن تكون هذه المباديء سببا في ضرر من يعتنقها.