كتاب سبر

أمريكا وإسرائيل وإيران .. على ملعب العرب!

في خطوة مفاجئة قام ترامب بإعلان انسحابه من الاتفاق النووي مع إيران، وهذا الاتفاق أبرم في 2015 بين إيران من جهة ومجموعة “5+1” وهي الدول الخمس الدائمة العضوية + ألمانيا،… هذه الخطوة لاقت استهجان ورفض من الاتحاد الأوروبي كما لاقت استحسان بعض العرب ومنهم من أبدى مخاوفه من هذه الخطوة خشية دخول المنطة في صراع دموي وخصوصا أن إسرائيل هللت وصفقت لهذا الانسحاب وباشرت بضربة استباقية لنفوذ إيران في سوريا تزامنا مع إعلان ترامب وذلك بحجة أن هناك تحرك إيراني في الجولان لشن هجمات على إسرائيل !.

طبعا السيناريو صعب جدا تفسيره ، فهناك احتمال كبير بأن هذه الخطوة التي أقدم عليها ترامب هي لخشية إسرائيل من تحول النووي الإيراني من سلمي إلى أسلحة فتاكة، وهذه المخاوف زادت نسبتها لدى إسرائيل بعد محاولة التوسع العلني لإيران في المنطقة العربية ، ومن يجرؤ على هذا التوسع جهارا نهارا لن يتوانى في الجرأة على استخدام النووي للتوسع -كما تعتقد إسرائيل- !… بينما هناك احتملان نسبتهما أقل من الاحتمال الأول وهو أن أمريكا ستسعى لتحجيم إيران لأنها تشكل خطرا على ربيبتها إسرائيل التي تريد أن تعود كما كانت في السابق القوة الوحيدة في الشرق الأوسط، زائد أن صورة أمريكا بدأت تهتز بعد الخطوط المفتوحة بين روسيا وإيران للسيطرة التامة على المنطقة وتحت الرعاية الروسية كما أن احتمالية دخول تركيا على الخط في محاولة زجها في هذه المعمعة… وأما الاحتمال الثاني فهو ابتزاز ترامب للسعودية ومعها بعض الدول العربية لمساعدتها ماديا ، زائد الحرية في استخدام الملعب واحتمال استخدام اللاعبين العرب بدلا من الأمريكان لفرض واقعها في المنطقة على روسيا من خلال قرصة أذن حليفتها إيران ثم تعود الأوضاع كما كانت في السابق.

ومع أن كل هذه مجرد احتمالات وتخمينات إلّا أن من شبه المؤكد ستكون فاتورة العرب ثقيلة جدا ومرهقة للميزانية، فالحرب على ملعبهم وقد تكون جيوشهم هي الفرق التي ستلعب أمام إيران وحليفتها روسيا وقد تتوسع اللعبة لتدخل تركيا كلاعب أساسي في الملعب ضد ترامب وحلفائه ممن يكرهون أردوغان زائد رغبة أمريكا ومعها بعض دول الدائمة العضوية في كسر شوكة أردوغان وحكومته بعد أن أصبح انتقادهم لأمريكا وبعض الدول الغربية متكررا وعلنيا… فلو عدنا لتصريحات ترامب لوجدناه واضحا في تركيزه على أمرين اثنين وهو: ( هم سيدفعون لنا لحمايتهم ، ولن يقاتل جنودنا بدلا عنهم ) !.… وأظن أن البداية ستكون في الملعب السوري الذي أصبح ملعبا لمنتخبات كأس العالم بسبب تواجد أغلب جيوش وطيران دول العالم على أرضها وتحلق في سمائها !.