محمد فاروق الامام
كتاب سبر

آذار وبحار الدم (الحلقة 49)
الطليعة المقاتلة في اللاذقية

كان الوضع في اللاذقية كما هو في حلب، حيث حاول الأخوة من تنظيم الطليعة المقاتلة في حماة إرسال بعض العناصر لتنشيط العمل في اللاذقية بالتعاون مع إخوة من المحافظة، إلا أن هذه الجهود أيضاً لم تكن تفي بالمطلوب وتعرضت للكشف والانهيار بسبب ضعف التنظيم هناك وقوة شوكة الطائفة العلوية في المحافظة.
الطليعة المقاتلة في حمص
أمّا في حمص فقد تهاوى العمل العسكري بشكل كاملٍ تماماً بعدما تمكنت السلطة من تجنيد عدد من الجواسيس في صفوف الإسلاميين، وقد أدت المواجهات والاعتقالات في صفوف الطليعيين إلى قتل العشرات واعتقال المئات منهم، كما وتم للسلطة كشف العديد من القواعد في المحافظة.
الطليعة المقاتلة في حماة
أمّا في حماة فبالرغم من أن الأوضاع والظروف الأمنية لم تكن بأحسن حالاً مما عليه بعض المحافظات الأخرى إلا أن تنظيم الطليعة كان يُبدي تماسكاً وصموداً كبيرين في وجه ما يجري حتى هذه الفترة، من هنا كانت محاولة المقاتلين في قيادة الطليعة لاستباق الأحداث والاستفادة من الإمكانات المتبقية لهم مع نهاية عام 1981 في كل من حماة وحلب ودمشق وبعض المحافظات الأخرى على قلتها، وذلك بتسخيرها للقيام بثورة شعبية تدعم انقلاباً عسكرياً في الجيش يقوده ضبّاطٌ إسلاميون في الجيش، إلا أنه ومع تزايد التوتر في الآونة الأخيرة من عام 1981 كانت الاتصالات بين هذه الفصائل قد انقطعت صلتها مع القيادة تماماً، وأخطر هذه الحالات كان اعتقال مراسل قيادة الطليعة المقاتلة بين حماة ودمشق كما مرَّ معنا وانقطاع الأخبار عن تنظيم دمشق نهائياً مع مطلع عام 1982 وبالتالي غياب التنسيق فيما بينهم .
وكذلك كان على القيادة في حماة أيضاً أن تجد حلاًّ لبضع عشراتٍ من الأخوة طلاّب جامعة حلب المحاصرين في مدينة حلب والذين انقطعت فيهم السبُل بعد انكشاف تنظيمهم هناك، وفعلاً وفي أواسط شهر كانون ثاني 1982 تمكن الأخوة من تهريب حوالي عشرين من الأخوة وإيصالهم إلى حماة وتوزيعهم على عدّة قواعدٍ فيها، بالإضافة إلى تمكن بعض الأخوة بجهودهم الخاصّة من مغادرة حلب ودخول حماة بشكل إفراديّ وجماعي.
يتبع