عربي وعالمي

سرقة القدس تحت أنظار العرب!

على دماء أكثر من ألفي شهيد وجريح، تم نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، في الوقت الذي هنأ فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاحتلال الإسرائيلي بما وصفه باليوم العظيم، مؤكدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية ستبقى صديقًا عظيمًا لإسرائيل.

وفي الوقت الذي أعلن فيه ترمب اعتزازه بافتتاح سفارة بلاده في القدس، خرجت مجموعة من العواصم الغربية والعربية والإسلامية منددةً بالخطوة التي أقدمت عليها الولايات المتحدة.
وفي كلمة مسجلة خلال حفل افتتاح السفارة الأميركية بالقدس، قال ترمب إنه لا يزال ملتزماً بالسلام بين إسرائيل والفلسطينيين.

وقال ترمب، الذي أثار اعترافه بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقله السفارة إلى القدس من تل أبيب، غضب الفلسطينيين ومخاوف دولية: “أملنا الأكبر هو السلام”.
وأضاف: “الولايات المتحدة ستظل ملتزمة تماماً بتسهيل اتفاق سلام دائم… ستظل الولايات المتحدة صديقاً عظيماً لإسرائيل وشريكاً في قضية الحرية والسلام”.

واستنكرت المجموعة الدولية، وفي مقدمها بريطانيا، أقرب حليف للولايات المتحدة، وروسيا نقل السفارة الأميركية إلى القدس، والذي سبق أن رفضته 128 دولة من أصل الدول الـ193 الأعضاء بالأمم المتحدة.
وأعلنت المتحدثة باسم رئيسة الوزراء البريطانية، تيريزا ماي: “نحن غير موافقين على قرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قبل اتفاق نهائي حول وضع” المدينة المقدسة.
وأضافت أن “السفارة البريطانية لدى إسرائيل مقرُّها في تل أبيب، ولا نعتزم نقلها”.
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه إزاء ارتفاع أعداد القتلى على حدود قطاع غزة.
ونقلت وكالة “أسوشييتد برس” الأميركية عن غويتريش قوله: “أنا قلق بشكل خاص بشأن الأخبار القادمة من غزة والتي تفيد بوقوع عدد كبير من القتلى”.
واعتبر الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، أن افتتاح السفارة الأميركية في القدس “خطوة بالغة الخطورة”، معتبراً أن الإدارة الأميركية لا تدرك “أبعادها الحقيقية”.
وقال نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس،، إن افتتاح السفارة الأميركية في القدس سيخلق مناخاً من التحريض والإثارة وعدم الاستقرار في المنطقة، مستبعداً استمرار واشنطن في دور الوسيط بعملية السلام في الشرق الأوسط.
وأضاف أبو ردينة: “بهذه الخطوة، تكون الإدارة الأمريكية ألغت دورها في عملية السلام، وأساءت إلى العالم والشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية، وخلقت مناخاً من التحريض والإثارة وعدم الاستقرار”.
وعارضت الحكومة الأردنية،، افتتاح السفارة الأميركية في القدس، وأكدت أن ذلك يشكّل “خرقاً واضحاً” لميثاق الأمم المتحدة، مؤكدةً أنه “إجراء أحادي باطل لا أثر قانونياً له، ويُدينه الأردن”. وقال وزير الدولة لشؤون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، إن “افتتاح السفارة الأميركية في القدس، واعتراف الولايات المتحدة بها عاصمة لإسرائيل يمثلان خرقاً واضحاً لميثاق الأمم المتحدة وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة”.
من جهتها، أكدت الخارجية المصرية، في بيان، “دعم مصر الكامل للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها الحق في إنشاء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية”. كما أكد مفتي الجمهورية المصرية، شوقي علام، في بيان، أن تدشين السفارة الأميركية “استفزاز صريح وواضح لمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم على وجه الأرض”، مشدداً على أن “هذه الاستفزازات الأميركية تزيد الوضع صعوبةً، وتدخل بالمنطقة في مزيد من الصراعات والحروب، مما يهدد الأمن والسلام العالمي”. وجدد العاهل المغربي، الذي يرأس لجنة القدس التابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي، رفضه الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمةً لإسرائيل ونقل سفارتها إليها. وقال في رسالة وجهها الإثنين 14 مايو/أيار 2018، إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن هذه “الخطوة تتعارض مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، التي تؤكد عدم جواز تغيير الوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة”.
من ناحية أخرى، قالت مصادر طبية فلسطينية، إن عدد من سقطوا اليوم على الحدود بين غزة وإسرائيل 58 فلسطينياً، في حين أصيب 2700 أشخاص، بحسب مصادر طبية فلسطينية.
وكثّفت قوات الجيش الإسرائيلي المتمركزة على الجانب الآخر من السياج الفاصل بين شرقي قطاع غزة وإسرائيل، من إطلاق النيران والقنابل المُدمعة، تجاه المتظاهرين الفلسطينيين، المشاركين في مسيرة العودة وكسر الحصار السلمية.
وقال متحدث الحكومة التركية، اإن القدس ستتحرر آجلاً أم عاجلاً، وسيتحتَّم على الولايات المتحدة وإسرائيل تركها لأصحابها الأصلي وأضاف إبراهيم قالن أن نقل السفارة الأميركية إلى القدس سيزيد من حالة عدم الاستقرار وغياب الثقة والأزمات والصراعات. أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، فقال تعليقاً على نقل السفارة الأميركية لدى إسرائيل إلى القدس: “نشعر وكأننا في الأيام المظلمة التي سبقت الحرب العالمية الثانية (1939-1945)