كتاب سبر

برشلونة وريال مدريد.. وداحس والغبراء!

من أيام العرب الشهيرة في الجاهلية، كان يوم داحس والغبراء ، الحرب التي دامت أكثر من 40 عاما لم تحسمها تلك الدماء التي أريقت بين قبيلة عبس وذبيان … أرواح أزهقت وجثث تساقطت كل هذا من أجل سباق بين حصان وفرس !

في زمننا هذا نشهد حربا مماثلة لتلك الحرب التي كانت في الجاهلية … وهي “يوم برشلونة وريال مدريد” ، الحرب الكلامية المستعرة بين أبناء العرب ، سجالات ومهاترات وطعن في الأعراض وبذاءة وفحش في القول كل هذا يجري بين أبناء الجلدة الواحدة بسبب ناديين في إسبانيا !.

فنجد من يتحزب لهما، هو نفسه يكره التحزب ويذمه ! .. ومن يوالي ويكره لأجلهما نراه يطالب بالولاء للحكام والحكومات العربية ، والبراء من الكفار والأحزاب !.. ومن يشعل الفتنة في تويتر والمجالس والأماكن العامة وبين الأخوة والأشقاء للدفاع عن برشلونة وكرهًا في ريال مدريد أو العكس ، تجده هو نفسه رافعا سبابته قائلا: أن التحدث في شؤون المستضعفين في سوريا والدول العربية والإسلامية هي فتنة نجانا الله منها فلماذا نتبنى فتنتهم التي اخطأوا فيها بالخروج على الحاكم، وأما كثرة الحديث في فتنتهم والحث على نصرتهم من خلال تويتر والخطابات، فهذه قد توغر الصدور على الحاكم والحكومات !!.…… فبالله عليكم ، أي فتنة هي الأشد، فتنة المستضعفين في سوريا على سبيل المثال -كما يراها البعض-، أم فتنة تشجيع الأندية الرياضية التي أوغرت الصدور بالحقد والكراهية بين الأشقاء والأصحاب ؟!!

نقطة مهمة:

من رأيناهم بالأمس يرفعون شعار “الحديث في معاناة المستضعفين هي من الفتنة” ، هم اليوم أنفسهم يعيشون الفتنة بلحظاتها ويقذعون في السب والشتم ويرتفع لديهم “الضغط والسكري” وكل هذا بسبب الدفاع المستميت عن نادي رياضي، لا يمت للإسلام والعروبة بصلة ، بل أن الدفاع المستميت هذا قد تزامن أكثر من مرة مع المجازر التي تحل بالمستضعفين!..

ملاحظة: من شدة وطأة الفتنة “البرشلونية المدريدية” على المجتمع العربي ، هناك قلة من الذين يرتبطون بصلة الوطن مع المستضعفين ، نراهم ينجرفون مع فتنة الأندية الرياضية في الوقت الذي يجب عليهم فيه نسيان العالم كله والتفرغ لمعاناة أبناء وطنهم !.