عبدالله المسفر العدواني
عبدالله المسفر العدواني
كتاب سبر

دلو صباحي
“محاكمة الغربان”!!

تظل مدرسة الغراب هي المدرسة الأولى على وجه الأرض التي يتعلم منها الإنسان.. فبعد أن تعلم منها الإنسان كيف يداري سوأته ويدفن أخيه الذي قتله تحت التراب,, نجد سبحان الله هناك قوانين وأعراف لدى الغربان يستطيع أن يستفيد منها الإنسان ويطبقها في حياته بشكل عام.

بالأمس شاهدت فيديو عن مملكة الغربان وكيف يعاقبون المخالف منهم في عدة أمور سواء في التعدي على أعشاش الآخرين أو السطو على طعامهم أو معاشرة زوجاتهم أو خطف أبنائهم.. ومنها أنهم يقومون بعقد محكمة للمخالف وبعد أن يطأطئ الغراب المعتدي رأسه معترفا بذنبه يخشع لتنفيذ الحكم ومن هذه الاحكام نتف ريشه تماما لكي يعود كما الغراب الوليد دون مقدرة على الطيران أو يقومون بضربه بمناقيرهم حتى الموت إذا كان جرمه كبير جدا.

هذه المشاهد التي رأيتها في فيديو الغربان ومملكتهم جعلتني أتساءل لماذا لا نستفيد من هذه المدرسة العريقة الإلهية مع الفارق في التنفيذ الفعلي؟ لماذا لا تطبق أحكام وقوانين الغربان على الفاسدين في بلدنا هذا؟؟ فالفاسد الذي نهب المال العام يجب نتف ريشه ليعود كما الطفل الصغير لا يستطيع التحرك والتصرف والعبث والتفاخر بأمواله وذلك بتجميد أرصدته في البنوك ومنعه من التصرف في ممتلكاته والحجز عليها.

لماذا لا تكون هناك اجراءات ضد الفاسدين ومن عليهم شبهة فساد إلى أن يتم الفصل فيها’؟ فالفاسدون يعيثون في الأرض فسادا لا حسيب ولا رقيب ولم نسمع يوما عن تعقب حقيقي وراء غربان المرتشين والفاسدين و غربان الايداعات والتحويلات المليونية الذين فاحت رائحتهم منذ سنوات ولكن دون تحرك حقيقي لمحاسبتهم لم نسمع عن محاسبة غربان الناقلات وغربان التأمينات !!!

قوانين الغربان ومملكتهم في الحقيقة هي جادة وصادقة وحقيقية وأفضل من الذي نعيشه.. ورغم أن الغراب رمزا للشؤوم والخراب والدمار إلا أن مملكة الغربان في الواقع هي أكثر عدلا وانصافا تجعلنا نقول ليتنا نعيش في مملكة الغربان فغرابهم عندما يخطئ يعاقب
وغرابنا عندما يخطئ يعفي عنه!!!!

almesfer@hotmail.com

* عضو الأمانة العامة لحركة العمل الشعبي (حشد)