أقلامهم

تجاهل الروّاد جهل أم تعمد؟

جيال متلاحقة بنت الكويت وساهمت في تطورها ونمائها، منهم من سمعنا به وأدركناه، ومنهم من توفاه الله إلى رحمته، رجال ونساء رفعوا اسم الوطن قبل النفط وبعده، وقبل الاستقلال وبعده، كان هاجسهم الكويت وكان عشقهم للكويت وأهلها، وكان عطاؤهم للكويت، لم يسعوا إلى مال أو شهرة أو نفوذ إنما كانوا يبحثون عن حياة كريمة وبصمة صادقة تبقى بعدهم يتذكرها الأجيال محتسبين الأجر من المولى وحده سبحانه.

إن لهؤلاء الروّاد حقاً أن تتذكرهم الدولة ومؤسساتها بخير، وأن تُبقي أسماءهم للأجيال اللاحقة ليكونوا قدوة لمن بعدهم ليعرف الناس أن للوطن نجوماً لامعة شاركت في مختلف المجالات، وبكل الأعمال في بناء الكويت وارتقائها.

أحد أهم النواقص عند النشء الكويتي جهلهم في تاريخ النماذج الوطنية الناجحة في شتى المجالات، وافتقادهم القدوات الصالحة التي يتخذون من حياتها وإنجازاتها نبراساً لهم في الإخلاص والعطاء، وفي المقابل تستحوذ في السنوات الأخيرة أخبار القدوات الساقطة والنماذج الفاشلة والمتسلقين في وسائل الإعلام أو التافهين في التواصل الاجتماعي، أو قصص وأساطير سراق المال العام والمزورين والمرتشين في عالم السياسة والإدارة الحكومية والأنشطة الاجتماعية المختلفة، فأصبح هاجس بعض الناشئة اتباع سبيل أولئك المرتزقة طمعاً في الكسب السريع للمال أو المنصب أو الشهرة لاعتقادهم أن هؤلاء هم من يمثلون المجتمع أو أن هذا هو النجاح في الحياة.

على الدولة أن تتبنى نهجاً إيجابياً في استثمار قصص الروّاد في كل المجالات، وتتخذ برنامجاً وطنياً وإعلامياً وتربوياً وتاريخياً في إبراز الشخصيات التي ساهمت وآثرت الحياة الكويتية ليتعلم الأبناء سيرة وطنهم وكفاح من سبقهم فيواصلون مسيرة الأولين بنزاهة وكفاءة، ويسابقون لوضع بصمتهم في بناء الوطن بشكل حقيقي ومشرف، لا بالطرق الملتوية والهزيلة، فالمواطنة الحقة بذل وبناء وعطاء وولاء.

والله الموفق.

إضاءة تاريخية:

توفي قبل أيام “جوهر عبدالكريم الشطي” رحمه الله، من الرياضيين البارزين في حقبة الستينيات والسبعينيات لعب كحارس مرمى لنادي خيطان من عام 1967 ومثل منتخب المدارس والمنتخب العسكري والمنتخب الوطني يعرفه أهل الكويت عامة والرياضيون خاصة، فقد كان من المميزين في أدائه وأخلاقه والتزامه، لم نسمع صوتاً لهيئة الشباب والرياضة ولا لاتحاد كرة القدم، وهذا مثال حي وواقعي للمقال أعلاه.