كتاب سبر

تطبيقات المدن الحديثة بين التحديات والانجاز

من البيانات المشوقة الجميلة التي تضمنها تقرير ماكنزي للمدن الذكية لهذا العام هو ما وجدوه من تأثيرات التطبيقات الذكية في منظومة المدن الذكية، حيث وجدوا أن لهذه التطبيقات تأثير كبير لثمانية قطاعات أساسية ترتكز عليها المدن الذكية وهي: النقل والمرور، الأمن والحماية، الرعاية الطبية، الطاقة، المياه، النفايات، الحركة الاقتصادية والمعيشة، التفاعلية المجتمعية.

حيث وجدوا أن هذه التطبيقات تستطيع أن تساهم في حماية 30 إلى 300 شخص من مخاطر في مدينة يصل سكانها الى 5 مليون شخص. كما أنها تساهم في تقليل معدل الجرائم بنسبة تصل إلى 40 في المئة. ووجدوا أن هذه التطبيقات تستطيع أن ترفع وعي المجتمعات وبالتالي يمكن تجنب الأمراض بنسبة تصل إلى 15 في المئة في حين أنها تحقق تحسن في حركة النقل بدقائق تصل إلى ثلاثين دقيقة في اليوم مما يساهم في حفظ نسب كبيرة من الوقود وأيضا تساهم في تحسين انتاجية الفرد في العمل والحياة.

‏ولهذه التطبيقات دور كبير في حفظ مصادر الحياة الأساسية منها المياه، حيث وجدوا أن هذه التطبيقات قادرة على توفير 80 لتر عن كل فرد في اليوم وبالتالي ذلك يعني لو تم تطبيقه على مدينة تعداد سكانها مليون فبالتالي يمكن توفير ما يقارب ثمانون مليون لتر مياه في اليوم، ولا شك ان هذا التوفير يستحق الاهتمام خاصة أن العالم بدأ يستشعر بشح المياه وأنه سيعتبر كارثة في السنوات المقبلة في حالة لم يتخذ طرق اللازمة في الحفاظ عليها.

ومن النتائج المهمة التي وجدوها في هذه التطبيقات الذكية بأنها تستطيع تحقيق سرعة في الاستجابة للطوارئ بنسبة تصل إلى 35 في المائة.
‏ومن الأمثلة الواقعية التي رأيناها في الدول والمدن المتطورة والمستفيدة من استخدام التطبيقات الذكية في عمليات النقل والمرور مثل سنغافورة وسيئول ولندن وغيرهم، حيث ربطت شبكة المواصلات بتطبيقات ذكية وعلى سبيل المثال أن تكون أنت في مكتبك وترغب أن تتجه لمقر سكنك فإنك عن طريق التطبيق الذكي تعرف عدد الباصات التي ستمر في نقطة الانتظار القريبة منك وأيضا الوقت المتوقع وصولها، بل أيضا ستتعرف على عدد الوقفات التي سيتوقفها الباص بعد نقطتك فيكون أحد الباص سيقف نقطتين قبل أن يصل لنقطتك والباص الآخر سيقف نقطة واحدة قبل نقطتك وبالتالي يستطيع الفرد تحديد الخيار المناسب له وكل ذلك سيرجع بفوائد كبيرة للمجتمع والبلد منها حفظ الوقت للإنتاجية ومنها أيضا تخفيف الزحمة والحفاظ على الوقود وغيرها من الفوائد الكثيرة. هذه الفوائد ليست من نسج الخيال بل أصبحت واقع وفي كثير من الأحيان أصبحت ضرورة تلجأ لها كثير من الدول من خلال توفير منظومة شاملة بادارات نوعية تضمن استمرار الطرق العملية واستدامتها. ⁦

5 تعليقات

أضغط هنا لإضافة تعليق

اترك رداً على ابو سعد إلغاء الرد