غير مصنف

قمة هلسنكي… بداية حوار لتضييق الخلافات

لم تسفر قمة هلسنكي التي انعقدت، أمس، عن مفاجآت، لكنها بعثت برسالة واضحة حول انطلاق حوار أميركي – روسي لتضييق الخلافات العالقة بين البلدين. وعكس المؤتمر الصحافي للرئيسين دونالد ترمب وفلاديمير بوتين بداية علاقة شخصية بينهما، ما يرجح أن تشهد الشهور المقبلة اختبارات للتعاون في مجالات عدة.

ولوحظ أن الخلوة بين الزعيمين، التي كانت مقررة لمدة ساعة، امتدت إلى ضعف هذه المدة. وتوقع دبلوماسيون أن يكون مضمون هذه الخلوة موضع تكهنات كثيرة في المرحلة المقبلة.

واعترف الرئيسان باستمرار المواقف المتباعدة بينهما، من القرم والاتفاق النووي الإيراني، لكن لهجتيهما بدتا متقاربتين في الحديث عن التسلح النووي والتعاون في مكافحة الإرهاب والتشديد على الحوار طريقاً لحل الخلافات.

وكان لافتاً أن الملف السوري حضر في المؤتمر الصحافي عبر اتفاق الزعيمين على توفير مستلزمات أمن إسرائيل، وهي تتضمن ضبط التدخل الإيراني في سوريا، إضافة إلى التعاون في الشق الإنساني المتعلق بالنازحين. ولم يتم التطرق إلى الانتقال السياسي أو عملية جنيف.

وظهر بوضوح اهتمام الصحافيين الأميركيين بإثارة الملف الداخلي المتعلق بالتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016، ولاحظ مراقبون قدراً كبيراً من التقارب في موقف الرئيسين، على الرغم من توجيه التهمة إلى 12 ضابط استخبارات روسياً بالتورط في التلاعب بالانتخابات الأميركية (اختراق حسابات الحزب الديمقراطي).

ولم يتردد ترمب في الخوض في هذا الشأن، قائلاً إن بوتين نفى له التلاعب في الانتخابات الأميركية، وإنه لا يرى سبباً يدعو إلى تصديق أن روسيا تدخلت فيها فعلاً. كما لوحظ أن النزاع الإسرائيلي – الفلسطيني غاب تماماً عن المؤتمر الصحافي، ولم يتم التطرق إليه لا من الصحافيين ولا من الرئيسين.

وأثار المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده ترمب وبوتين ردود فعل غاضبة من جمهوريين وديمقراطيين على حد السواء. واعتبر السيناتور الجمهوري النافذ جون ماكين أن المؤتمر الصحافي المشترك «كان إحدى أسوأ لحظات تاريخ الرئاسة الأميركية».

وأضاف السيناتور الذي يحظى باحترام كبير في الولايات المتحدة أنه «الأداء الأكثر عيباً لرئيس أميركي»، وتابع: «من الواضح أن قمة هلسنكي كانت خطأ مأساوياً».

بدوره، دعا بول رايان، زعيم الجمهوريين في مجلس النواب، الرئيس إلى أن «يدرك أن روسيا ليست حليفتنا»، وقال في بيان إنه «لا يمكن المساواة أخلاقياً بين الولايات المتحدة وروسيا التي تبقى معادية لمثلنا وقيمنا الأساسية»، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف رايان: «لا شك أن روسيا تدخلت في انتخاباتنا، وتواصل سعيها لإضعاف الديمقراطية، هنا وفي العالم أجمع».