كتاب سبر

“الشهادات المزورة والتزوير”

حذر الله عزوجل من التزوير وحرمه في كتابه العزيز
فقال سبحانه :
{فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ}
فالتزوير كبيرة من كبائر الذنوب ، وظلم كبير للنفس وللغير ، لاسيما وأنه قلبٌ للحقائق وسلب للحقوق ، التزوير يقلب الباطل حقاً والحق باطل ، بالتزوير يُصدق الخائن ويُخوّن الصادق ، بالتزوير أخذ لحقوق المستحقين ، التزوير آفة وسرطان ما إن يدب في مجتمع إلاّنخر به وفككه واضعفه ، لان المزور لايخاف من رب العالمين ، المزور له مافية تخدمه تحت وطأة المال المحرم ، لتوصله إلى مبتغاه في الحصول على شهادة علمية أو شهادة إعاقة أو جنسية أو تقاعد طبي أو منصب أو رتبة وغيرها ، وبهذا يكون المزور قد أخذ ما ليس له بحق ، بل أخذ مكان غيره ممن هو مستحق ، كما أن المزور لا يُعذر ، كذلك اصحاب القرار لايعدرون ، لانهم وضعوا الاشخاص الغير مؤتمنين في أماكن حساسة ، تحت تأثير الواسطة أو العائلة أو الشراكة أو المشيخة أو تحت أي مسمى .
واسمعوا الى حديث النبي صلى الله عليه وسلم
عن شهادة الزور من حديث أبي بكرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟»
ثلاثاً، قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «الإشراك بالله، و عقوق الوالدين -و جلس و كان متكئاً- فقال: ألا وقول الزور»،
قال: فمازال يكررها حتى قلنا: ليته سكت» [صحيح البخاري
وعلى هذا فإن كل صاحب قرار يتحمل إثم كل مظلوم تعطل عن وظيفة أو تأخر في ترقيته
أو هُضم حقه المالي بسبب المزور ومن ساعده وسكت عنه .
ولهذا قال تعالى :
{ وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} .
فالتزوير وشهادة الزور إشاعة للمنكر والباطل والكره والشحناء والبغضاء والعداوة في المجتمع وسبب لعقوبته العاجلة قبل الآجله .
وعلى هذا يجب على ولي الامر أن يُمحص من يوليهم أمر الرعية من حيث أمانته ونزاهته ومصداقيته ويشدد عليه بالعقوبة إن خان الأمانة أو زوّر أو ساعد على ظلم بسبب التزوير للقرابة أو الصداقة
أو الشراكة في مصلحة معينة
لان هذا الفعل قد يكون سببا لزوال الأمن والإستقرار بسبب تسلط المزورين على ارزاق العباد بالظلم والطغيان والرِّشوة لنيل مطلوبهم ، بالشكر والعدل والإنصاف تدوم النعم وبالتزوير والرشوة والظلم تُفقد النعم والخيرات
اللهم احفظ الكويت واهلها
من كل مكروه.

تعليق واحد

أضغط هنا لإضافة تعليق

اترك رداً على Abu Mohammad إلغاء الرد