عبدالله المسفر العدواني
عبدالله المسفر العدواني
كتاب سبر

دلو صباحي
أسوأ من الصرف الصحي!!

قبل يومين كتبت على حسابي في تويتر (@aladwannii) تغريدة قصيرة قلت فيها ” شبكة الفساد في بلادنا أوسخ من شبكة الصرف الصحي ” والحقيقة وبعد أن تصفحت التغريدة اليوم مرة أخرى وجدت أن هذا الذي غردت عنه أمر يحتاج لدواوين من الشعر وسيل من المقالات وعشرات الروايات لضخامة الموضوع وأهميته وتأثيره السلبي الكبير على مجتمعنا.

الفساد في بلادنا طال كل شيء ولنكن أكثر واقعية ونواجه المشكلة دون اللوم على فئات أخرى في المجتمع من الوافدين وغيرهم.. فنحن الأساس ونحن من بيده التغيير ومن بيده تفعيل القوانين ومن بيده العودة بنا للسنوات القريبة الماضية التي كنا فيها نأمن على حياتنا وأهلنا ولا نجزع من أي شيء لأن الضمائر كانت مستيقظة والعقول واعية والأخلاق متأصلة.

اليوم نفيق على الفساد وننام على الفساد ويدور جل حديثنا عن الفساد من الكبير إلى الصغير لا أعفي أحدا من المسؤولية وبالطبع على رأس هذه القائمة الحكومة (المستاءة) من الفساد ومن الغش والتزوير والخداع والنفاق والنصب بأشكال مبتكرة ومتنوعة.

أصبحنا لا نأمن على شيء من أي شيء ونخشى المفاجآت التي تصدمنا وتجعلنا نفتح أفواهنا من هول الصدمة.. فها هم أطباء مزورون ليسوا بأطباء وها هم حاصلون على شهادات حقوق مزورة يعملون في أدق المناصب ولا يستأمنون.. وها هم أساتذة ودكاترة مخادعون مزورون.. وها هم مهندسون يبنون المنازل والبنايات الشاهقة التي لا نعلم ما يخبئه القدر تحتها بفعل المزورين.

كل شيء.. حتى في التجارة.. غش في الذهب وغش في السمك.. وغش في السلع كلها.. إما فاسدة أو أضيفت إليها مواد قاتلة أو مقلدة ويقال عنها أصلية.. وتتنوع أنواع الفساد على كل شكل وكل لون.

نقول الوافدون هم السبب.. نعم ولكن كيف وأين ومتى ومن سمح لهم وساعدهم وسهل عليهم بل وفي بعض الأحيان طلب منهم أن يفسدوا ويفسدوا.. وأخيرا الحكومة مستاءة.. الحكومة غير راضية عن ما يحدث!! يا لها من حكومة متفاعلة وإيجابية وحريصة على مصالح الناس وتقوم على خدمتهم!!

مطلوب يا سادة أن نلحق على بلدنا التي أرهقناها من كل أشكال الفساد.. مطلوب أن نتكاتف وأن نتحد بعدما غسلنا أيدينا من الحكومة ومجلس الأمة معا.. مطلوب أن نقف بحزم وبشدة في وجه كل مواطن ليس بمواطن يخون بلده وأهله بالفساد من أجل مصلحة خاصة به ستنزل عليه بالدمار بإذن الله.

مطلوب من التيارات السياسية مجتمعة أن تتحد وأن تصدر وثيقة أو ميثاق شرف من أجل التلاحم والتكاتف لمحاربة الفساد ومطاردته في كل فريج وفي كل ديوان وفي كل وزارة أو هيئة أو مؤسسة.

أين التيارات السياسية عن ما يحدث وما الذي يجعلها صامته من كل هذا العبث؟ ومن الذي صنع بينها الحواجز والاسلاك الشائكة؟؟ ومن هو الشيطان الذي بنى جدارا صلبا لتعيش هذه التيارات في جزر منعزلة عن بعضها البعض وعن الشعب لتجلس محلك سر ليس لها صوتا أو فعلا يصحح المسار ويعدل الطريق.

لماذا لا تجلس هذه التيارات سويا لتناقش وتدرس وتحاور وتخرج لنا بنتيجة إيجابية؟ لماذا لا يكون لهذه التيارات مؤتمر دوري مستمر تطرح فيه القضايا والمشاكل وتضع الحلول المناسبة والناجزة والسريعة وتصيغ الرسالة التي توجهها للنواب ليعملوا بها بدلا من المهاترات التي يدخلوننا فيها وليس من ورائها جدوى أو منفعة.

الوضع خطير فعلا في وسط هذه الأمواج المتلاطمة في المنطقة كلها وهذه الأحداث الملتهبة التي تفرض علينا العمل بجد لتقوية جبهتنا الداخلية لنكون على أهبة الاستعداد لمواجهة الخطر القادم.

رفقا بالكويت أيها الفاسدون.. ورفقا بأهل الكويت أبناء التيارات السياسية المختلفة.. بالله عليكم اتحدوا فليس لنا خيار الأن إلا الاتحاد من أجل الوطن فالفساد المستشري في بلادنا أسوأ أسوأ من الصرف الصحي وسيحرق الأخضر واليابس.

almesfer@hotmail.com