أقلامهم

“الطليعة”.. الفكرة التي لا تموت

في عام ٢٠١٢ كانت زيارتي الأولى إلى مبنى جريدة الطليعة لحضور إعتصام سلمي دعت له القوى الوطنية في شارع الصحافة ، و منذ تلك اللحظة حرصت على أن لا أكتفي بقراءة هذه الصحيفة العريقة بل الكتابة في صفحاتها أيضاً، و تحديداً قبل خمس سنوات في أول أربعاء من شهر أبريل/نيسان كتبت أول مقالة لي في صحيفتي المفضلة و مدرستي الأولى جريدة الطليعة التي احتضنت كتاباتي وصقلتها وأعطتني مساحة أعبر فيها عن رأيي و أفكاري بكل حرية نعم بكل “حرية” .

ولا أنسى فضل من شجعني على الكتابة و هو الزميل العزيز علي العوضي مدير تحرير جريدة الطليعة الذي دعمني منذ البداية ، في الوقت الذي كان يحاول فيه البعض و بكل أسف بالنيّل من الطليعة إلا أنها استمرت آنذاك بشغف متابعيها و بعزم محلليها ومحرريها و روح شبابها الذي آمن بأفكارها الجامعة و صان إرثها الوطني الديمقراطي .

الطليعة لسان حال الحركة الوطنية و التقدمية ساهمت في إثراء الحياة الديمقراطية الكويتية بعد الإستقلال و دفعت ثمن مواقفها المشرفة على مدى التاريخ فهددوها و عطلوها في تارة و تآمروا عليها في تارة أخرى ، هذه التحديات و العراقيل التي مرت بها الطليعة لأكثر من نصف قرن لم تثني القائمين عليها من الإستمرار في نشر رسالتها الوطنية العابرة للطوائف و القبائل و العوائل و هي التي ارتبط اسمها بقامات وطنية تعلمنا منها المبدأ والشرف و الشجاعة في الميدان السياسي كالفقيد سامي المنيس رحمه الله و الدكتور أحمد الخطيب و عبدالله النيباري و أحمد الديين و أحمد النفيسي و غيرهم الكثير مِن مَن ساهم في رفع لواء التيار الوطني الديمقراطي في الكويت .

نعم أحزننا جداً خبر تصفية الطليعة لكن إن كان يعتقد من يحاول طمس هذا التاريخ أنه قد قضى على الصوت الوطني فهو واهم ، فرسالة الطليعة خالدة يحملها على عاتقه جيل شبابي وطني آمن بأن الفكرة يحملها الإنسان و يتوارثها البشر وليس مبنى أو حجر .

أسامة العبدالرحيم