كتاب سبر

ديمقراطية متعب.. واقطع

الديمقراطية هي المصطلح الوردي بفكرتها والأسود في تطبيقها … الديمقراطية تلك الكلمة التي دائما ما تصاحب الإبادة البشرية وسفك الدماء والظلم والقهر.. الديمقراطية، تلك الصواريخ التي ترميها طائرات الدول العظمى على رؤوس المستضعفين في العالم…

هذا المصطلح الزائف في التطبيق والجميل في الفكرة فقط، لم نرَ تطبيقاً فعلياً لهذا المصطلح على أرض الواقع سوى في ديوانية ومجلس متعب !.. فالأخ متعب يشترك معنا في قروب “واتس آب” وهذا القروب لا يهدأ سياسيا على مدار 24 ساعة، فمنذ قبول عضويتك في القروب ستجد ريح “عطر منشم” يستقبل أنفك الكريم!… ففي هذا القروب ستسمع قعقعة السيوف وصهيل الخيل يصاحبها جملة “لا نجوت إن نجا”، وفي القروب سترى بأم عينيك وقائع حرب داحس والغبراء !… والأخ متعب، هو مسعِّر الحرب في هذا القروب، لكن ما أن تأتيه العصر في دوانيته -مجلسه- تراه يستقبلك بابتسامة بيضاء وبفنجان من القهوة وتمر “الشعثاء”، ولك مطلق الحرية في الحديث، فتراه منصت لك بكل أريحية حتى ترى عينيه تصغر شيئا فشيئا من شدة التأثر وهو يستمع لشرحك -ولن يأخذ به-.. ولكن ما أن يحل الظلام حتى ترى متعب هذا، يستنفر جيشه في القروب ويعيد الحرب لسيرتها الأولى وكأنها حرب سجال !.

********
جميلة ديمقراطية متعب هذه، فهي الصادقة في طرح الأفكار وهي الصادقة في نبذ الخصام … ففي ديمقراطية متعب تجد الحرب الكلامية مستعرة في القروب، وعند اللقاء المباشر تختفي تلك الحرب وكأن لا وجود لها، ويحل محلها غصن الزيتون ويكون عنوان اللقاء !… فهل رأيتم يوما ديمقراطية متعب هذه مطبقة في مجلس الأمن دون تدخّل “الفيتو” ضد تحديد مصير الشعوب ؟ وهل رأيتم ديمقراطية متعب مطبقة في مجلس الأمة وفي داخل قاعة عبدالله السالم ؟ وهل رأيتم ديمقراطية متعب مطبقة على القنوات الفضائية وفي البرامج الحوارية العربية ؟… بل هل تعتقدون بأن لديمقراطية متعب وجود فعلي في عالمنا العربي (حكومات وشعوب وإعلام) ؟

نقطة مهمة:

سألني أحدهم قائلا: جميل العمل بديمقراطية متعب، ولكن ماذا لو توسد الأخ متعب الأمر وأصبح لديه سلطة مطلقة؟

قلت للسائل: العلم عند الله.

وهنا أدرت ظهري للسائل ورائحة الحجاج بن يوسف الثقفي لا تفارقني بعد هذا السؤال !!.

سلطان بن خميّس