أقلامهم

ناصر المطيري: في الكويت لسنا في حاجة لمؤتمرات ضخمة لتحقيق التمكين للشباب.

خارج التغطية
التسكين قبل التمكين ياسادة !
ناصر المطيري 
سنة تلو أخرى ينعقد مؤتمر تمكين الشباب بمشاركات محلية وعالمية في أجواء احتفالية باذخة في صالات فندقية تجرى فيها الندوات واللقاءات وأضواء اعلامية ساطعة على المؤتمر وأوراق ومشاركات بحثية عديدة لا يتجاوز أثرها قاعة المؤتمر من دون أن نلمس انعكاساً إيجابياً فعليا يحقق هدف المؤتمر.
نعم نقولها بمرارة التمكين هو الغائب الأكبر لأن هناك الكثير من الطاقات والكفاءات الشبابية تواجه عقبات وصعوبات جمة في الحصول على فرص للعمل والمشاركة البناءة والمساهمة في تنمية البلد، الكفاءات موجودة والمؤهلات متوافرة والدولة في حاجة لسواعد أبنائها ولكن للأسف الواقع المر يشير إلى أن لا تمكين حقيقياً للشباب الكويتي بل هي مجرد شعارات وأحلام يداعبون بها مخيلة الشباب ثم تصطدم طموحات اولئك الشباب بصخرة الواقع، وما الواقع ؟ واقعنا في حقيقة الأمر مؤسف تجاه هذه القضية بسبب غياب مفاهيم العدالة وقيم المساواة وتكافؤ الفرص في المجتمع وأصبحت المحسوبية والتزلف والمحاباة هي الغول الذي يلتهم قدرات الشباب ويكسر طموحاتهم في سوق العمل فينتشر الإحباط وتتسرب الكفاءات الوطنية فتصبح قوى خاملة مجمدة الإنتاج رغماً عنها.
يتحدثون عن تمكين الشباب الكويتي والقطاعين الحكومي والخاص يغرقان بمئات الألوف من العاملين الوافدين من غير ذوي الخبرات والتخصصات النادرة ، فيما طابور التوظيف يطول على الشباب الكويتي من خريجي الجامعة والمعاهد التطبيقية ، فعن أي تمكين يتحدثون؟ الشباب الكويتي لا يريد التمكين بل هو يحلم بـ «التسكين» الوظيفي، ويحلم الكويتي أيضا بالتسكين في بيت يأوي أسرته قبل التمكين المزعوم.
نحن في الكويت لسنا في حاجة لمؤتمرات ضخمة لتحقيق التمكين للشباب لأننا لدينا دستور ينظم كل علاقات الأفراد بالمؤسسات ويضع المقومات الأساسية للمجتمع ونصوصه لو طبقناها التطبيق السليم لكفتنا عن عقد المؤتمرات والندوات ولوفرنا الجهد والمال والبهرجة الإعلامية الخالية من المضمون وتحقيق الغاية.
ولو اطلعنا على المادة الثامنة من الدستور الكويتي لوجدناها تحقق التمكين الفعال لو تم وضعها موضع التطبيق الفعلي، وتنص المادة على (تصون الدولة دعامات المجتمع وتكفل الأمن والطمأنينة وتكافؤ الفرص للمواطنين)، هذه هي مادة التمكين الحقيقية، نصف سطر يحتاج إلى إرادة تطبيق واقعية فيغنينا عن مئات الأوراق والمحاضرات التنظيرية عن تمكين الشباب.
التمكين يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتكافؤ الفرص، فلو فقدنا الثاني استحال تحقيق الأول، نعم العلة هي أن الشباب يعانون من غياب تكافؤ الفرص باعتباره أحد أهم مقومات المجتمع التي نص عليها الدستور الكويتي.