أقلامهم

مبارك الدويله: المثقفون ما زالوا يعتقدون أن غرق الإسكندرية بسبب الإخوان!

حصاد السنين 
لماذا لا نتفاءل؟! 
مبارك فهد الدويله
وصلتني عدة انتقادات من بعض الزملاء حول نظرة التشاؤم التي تحتويها مقالاتي الأخيرة، ولإدراكي أنهم ناصحون قررت أن أكتب اليوم بنظرة أكثر تفاؤلاً، فتلفت يميناً وشمالاً أبحث عن موضوع يصلح لأن يكون مادة للتفاؤل، وبكل صراحة وواقعية لم أجد! وحتى لا أكون متطرفاً في نظرتي قررت مشاركتكم في ما جال بخاطري.. وجدت الكثير يتحدث اليوم عن الرياضة، لكن الجميع يتحدث بحرقة وأسى، خصوصاً أن الوضع وصل إلى الإضرار بالمصلحة العامة من أجل كسب جولة على الخصوم! ولذلك شاهدنا كيف تحول الصراع إلى كسر العظم وتصفية الحسابات القديمة وإثارة القضايا المسكوت عنها. فبالله عليكم هل تصلح الرياضة ان تكون مادة للتفاؤل؟! ثم فكرت فوجدت الإسكان موضوعاً يهم الكثير، خصوصاً أن توزيع الوحدات السكنية وصل إلى عشرة آلاف طلب سنوياً! لكنني قرأت تحليلاً فنياً في القبس قبل فترة يحذّ.ر من أن ما يتم الإعلان عنه ما هو إلا حبر على ورق! وأن الطلب الذي أُعلن عنه اليوم لن يتسلمه صاحبه قبل عشر سنوات! فالمدن الجديدة لم يتم الانتهاء من تخطيطها، وإن تم ذلك فلن يتم طرحها إلا بعد عدة أشهر، ناهيك عن مدة الإنجاز التي تحتاج إلى متوسط خمس سنوات، هذا إذا كان التنفيذ بالمستوى المطلوب. ومع يقيني بأن الشباب في الإسكان مجتهدون، إلا أن الجود من الموجود، فبقدر الإمكانات المتاحة يكون الإنجاز. إذن لننتقل إلى موضوع آخر قد نجد فيه ضالتنا فنتفاءل. فاتجهت إلى قرارات مجلس الوزراء، حيث التسابق في تعيين القياديين بأسلوب «تلحق والا ما تلحق»، وكثير منهم – مع الأسف – على حساب الكفاءات المستحقة! فقلت في نفسي: لماذا لا اتجه إلى مبنى الأمة وعزها وفخرها لعلي أجد فيه ما يشبع رغبة الشعور بالأمل المشرق. فذهبت هناك، ووجدت نواباً – إلا من رحم الله – همهم تسفير من يستحق ومن لا يستحق للعلاج السياحي، وآخرين يغضون البصر عن قضايا الفساد في المال العام مقابل تنفيع وشرهات وتمصلح! وفهمت لماذا يتم استجواب رئيس الوزراء في جلسة علنية لكنها خالية من الجمهور؛ لأن الكثيرين فقدوا الأمل في الاصلاح!
لذلك أقول لمن يطلب مني الكتابة بنفسية أكثر تفاؤلاً: إنك تطلب المستحيل، فالبلد يُسرق كل يوم وكأنه مؤقت أو إلى زوال لا قدّر الله، والمثقفون عندنا وبعض الكتاب ما زالوا يعتقدون أن غرق الإسكندرية بسبب الإخوان المسلمين، والمحاكم أصبحت مشغولة بقضايا الرأي، والسجون صارت تستقبل مجرمي التغريدات وإعادة التغريد! ومسلم البراك الوحيد في الكويت الذي لا تتم زيارته إلا بإذن من النيابة (!!) وتطلب مني التفاؤل؟!
من أراد أن يتفاءل فليتجه بسمعه وبصره إلى تركيا، حيث الشعب هناك يتدارك الأمر ويختار حزب أردوغان، الحزب الذي نقل تركيا من عهد التسلط والقمع والتخلف الأتاتوركي إلى عهد الحضارة والعدل والحرية، هناك يا صاحبي تجد مكاناً للتفاؤل!
مبارك فهد الدويله