أقلامهم

أحمد الخطيب : إلى رفيق الدرب عبدالله السالم.. ظُلمنا.. و”دستورك” في خبر كان

إلى روحك الطاهرة المحلّقة في السماء، تراقب الوطن الحبيب، في الوقت الذي تم تبديد كل ما حلمتَ به، من رخاء وعزة وأمان وريادة في كافة الميادين، لجعل الكويت منارة للآخرين ممن يحبون الخير لبلدهم وشعبهم..
نبلغك.. لقد أصبحنا في عين العاصفة، التي تجتاح المنطقة، وبدأنا نشعر بخوف شديد، بعد انفراط اللحمة، التي جمعت كل أطياف المجتمع، وحمتنا من الكوارث.. لقد كنتَ الأب الحنون للجميع، نلجأ إليك وقت الشدائد، فأنت الحكم العادل الذي يثق به الجميع.
يا «أبوالدستور»، لقد أصبح دستوركَ في خبر كان، والقوانين تنمَّرت عليه وعلى روحه.. الفساد عمَّ كل شيء، إلا ما ندر، فتعطلت المشاريع التنموية، إلا أقل القليل منها.
لقد أصبحنا في مؤخرة الأنظمة المجاورة، وغدونا «مطنزة» (مسخرة) لدى الآخرين، بعد أن كنا الأوائل والقدوة التي يحتذون بها.. حتى نادي الاستقلال «ذبحوه».. أتعرف لماذا؟ لأنه دافع عن دستورك، الذي وقَّعت عليه مختاراً، فالدفاع عن الدستور أصبح جُرماً عقوبته الإعدام!
لقد دخلت القوات الخاصة، بكامل أسلحتها، لتفتيش سراديب النادي، مدفوعين بظنونهم المريضة، أنها مليئة بالرشاشات والمتفجرات والدبابات!
هكذا صورت مخيلة البعض غير السوية سراديب النادي، وكأنها ترسانة أسلحة.. وحينما اكتشفوا أنه ليس في النادي سراديب، ولا بين أروقته أسلحة، «حطوا حرقتهم» في مكتبته، فجمعوا الكتب، ووضعوها في ساحة النادي، وأحرقوها، كما فعل هولاكو عندما دخل بغداد.
واليوم جاء دور «الطليعة»، المنبر الحُر لكل الوطنيين، لدعم الديمقراطية والحرية، وهي في طريقها لكي تُباع بالمزاد، كالبضاعة الفاسدة.. ألا حسبي الله ونعم الوكيل!
لكن، على الرغم من كل هذه المظالم، أقول:
يا رفيق الدرب وقائد المسيرة لا تحزن، فقد بتُ أشعر بقرب الفرج، فرياح الإصلاح التي اجتاحت العالم، ها هي تعلن وصولها إلينا، ولو بشكل خافت ومتقطع.. إنها بواكير تباشير الخير في استئناف المسيرة الإصلاحية السلمية، وسوف تتجذر وتتوحد، ويحمل أحفادنا، من شابات وشباب، مشعل الأمل، لتعود الكويت، وتحتل المركز المميَّز الذي تستحقه.
وأريد أن أطمئنك، وأقول لك إن كوكبة من أبنائك «الصباحيين» يحملون نفس آمالك وأحلامك، وسيكونون بحول الله سنداً مهما لهذا التحول المبارك لإعادة الأمجاد التي تحمَّلت أنت الكثير بسببها، وخرجت منتصراً ببسالة مذهلة، معتمداً على أهل الكويت الأوفياء.
يا رفيق الدرب وقائدة المسيرة، أبشرك بنصر قريب.. إن الله سميع مجيب.