عربي وعالمي

أنقرة تسعى للتهدئة وموسكو تصعد بإجراءات اقتصادية

قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو إن تركيا ستعمل على تهدئة التوترات مع روسيا بعد إسقاط مقاتلة روسية، وذلك بعد ساعات من استدعاء تركيا السفير الروسي لديها أندريه كارلوف للاحتجاج على ما تتعرض له البعثات والشركات التركية في روسيا من اعتداءات. 
وكتب داود أوغلو في مقال بصحيفة تايمز البريطانية أنه “في حين بقاء إجراءات الدفاع عن أراضينا سارية، ستعمل تركيا مع روسيا ومع حلفائنا لتهدئة التوتر”، مضيفا أن هناك مباحثات تجري مع موسكو حاليا. 
في السياق نفسه، أكد مجلس الشورى العسكري الأعلى في تركيا بعد اجتماع عقده الخميس أنه “من المناسب اتخاذ التدابير التي من شأنها أن تمنع حدوث أي أمور جديدة غير مرغوب فيها بين القوات المسلحة الروسية والتركية من خلال إبقاء قنوات الحوار الدبلوماسية والعسكرية مفتوحة بين البلدين”. 
غير أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد في وقت سابق أنه لن يعتذر لروسيا عن إسقاط المقاتلة الروسية على الحدود السورية يوم الثلاثاء الماضي، مطالبا إياها بالاعتذار على “انتهاك المجال الجوي التركي”. 
استدعاء السفير الروسي 
واستدعت تركيا الخميس السفير الروسي لديها أندريه كارلوف احتجاجا على ما تتعرض له البعثات والشركات التركية الموجودة في روسيا من اعتداءات.
وقالت الخارجية التركية في بيان لها، إنها قدمت احتجاجا إلى السفير الروسي بخصوص تعرض سفارة بلادها في موسكو والشركات التركية في أنحاء روسيا إلى اعتداءات، واصفة ذلك بأنه “غير مقبول”.
وأقدم متظاهرون في موسكو الأربعاء على رشق السفارة التركية بالحجارة والبيض، احتجاجاً على إسقاط مقاتلة روسية تؤكد أنقرة أنها انتهكت أجواءها.
في المقابل قالت الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف يرفض لقاء أي مسؤولين رسميين أتراك. وكان لافروف قد حث المواطنين الروس على عدم السفر إلى تركيا، كما أوصى الموجودين هناك بمغادرتها بسبب ما سماها التهديدات الإرهابية. 
وكان مراسل الجزيرة في موسكو قال إن السلطات الروسية منعت 39 رجل أعمال تركيًّا يشاركون في معرض زراعي من دخول روسيا، وقامت بترحيلهم من مطار كراسنودار في شمال القوقاز. 
وفي وقت سابق، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن القيادة التركية الحالية تجرّ العلاقات بين البلدين إلى طريق مسدود.
إجراءات روسية

من جانب آخر، أمر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيدف حكومته باتخاذ إجراءات ضد أنقرة.
وتشمل هذه الإجراءات فرض قيود على الواردات الغذائية من تركيا. وقال مدفيدف إن هذه الإجراءات قد تشمل تجميد مشاريع مشتركة أيضا.
من جانبه قال وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليوكاييف إن بلاده قد تفرض قيودا اقتصادية متنوعة على تركيا، منها إجراءات لتقييد خط أنابيب نقل الغاز المزمع والمسمى “ترك ستريم”.
وقال أوليوكاييف إن الإجراءات تأتي في إطار الرد على إسقاط أنقرة المقاتلة الروسية، وقد تشمل قيودا على الرحلات الجوية من وإلى تركيا، ووقف الاستعدادات الجارية لإقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين.
كما نقلت وكالة إنترفاكس للأنباء عن رئيس وكالة السياحة الروسية قوله اليوم إن “من المؤكد” وقف التعاون بين روسيا وتركيا في مجال السياحة.