عربي وعالمي

وول ستريت جورنال: العلاقات الروسية التركية إلى انقطاع طويل

تناولت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، في عددها الأخير، التوتر الذي طرأ على العلاقات الروسية التركية، التي كانت قد شهدت تحسناً كبيراً قبل إسقاط الجيش التركي لطائرة حربية روسية قبل أيام، فوق الأراضي السورية. 
ومن المعروف، كما تقول الصحيفة، أن روسيا وتركيا خاضتا، عبر تاريخهما الطويل، 12 حرباً ضد بعضهما البعض، ورغم أن إسقاط الطائرة الروسية لن يؤدي لمواجهة عسكرية أخرى، لكن بدا مؤكداً أن العلاقات بين الطرفين سوف تنقطع كلية. 
زعيمان مستبدان
وبرأي الصحيفة، لطالما أجج الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان، مشاعر قومية كوسيلة لكسب دعم شعبي، ونجحا إلى ما قبل أيام، في فصل علاقتهما الثنائية المزدهرة عن خلافاتهما بشأن السياسة الخارجية.
فقد تغلبت اتفاقيات تجارية على خلافاتهما حول سوريا وقبرص وأوكرانيا، وحيث امتنعت تركيا عن الانضمام للولايات المتحدة وأوروبا في فرض عقوبات على موسكو.
تقسيم
وبحسب الصحيفة، جاء إسقاط تركيا لطائرة سو24 الروسية، الذي أدى لمقتل طيار، ليجعل هذا التقسيم مستحيلاً، فقد تصاعدت نبرة التصريحات النارية، وتحركت روسيا للرد على الحادث. 
واستدعت تلك التطورات مدير مركز كارنيجي في موسكو ديمتري ترينين لأن يقول “لقد انتهت نوعية العلاقة التي بنتها روسيا وتركيا بعد نهاية الحرب الباردة، وقد ولى العصر الذهبي، وعادت العلاقة بين البلدين إلى أجواء العداء والريبة والمنافسة”.
السلطان والقيصر
ويضيف ترينين “الشيء الأهم هو أن العلاقة بين البلدين قد فسدت على أعلى المستويات، فقد كان للعلاقة بين القيصر في موسكو والسلطان في تركيا أهمية كبرى، واليوم تخربت تلك العلاقة، ولم يعد أردوغان وبوتين ينظران لبعضهما البعض كشريكين”.
وفي هذا السياق، تقول الصحيفة إن هيئة الأمان الغذائي الروسية، التي لطالما استغلها الكرملين لتمرير أهدافه في السياسة الخارجية، لم تضيع وقتاً في وقف استيراد الفواكه والخضار التركية، فيما نصح وزير الخارجية الروسي سياح بلاده لتجنب زيارة المنتجعات التركية. 
قضية حساسة
وفي ملامسته لقضية حساسة أخرى، يسعى البرلمان الروسي لتجريم إنكار المجزرة الأرمنية. 
وقبل يومين، قال بوتين: “حتى الآن، لم نسمع عن اعتذار واضح من قبل القيادة التركية، ولا بمقترحات للتعويض عن الأضرار، ولو تعهد بمعاقبة الجناة الذين ارتكبوا الجريمة، وهناك انطباع بأن القيادة التركية تتعمد دفع علاقتنا نحو طريق مسدود”. 
ولكن فور سماعه لتصريحات بوتين، رد أردوغان” إن تركيا هي من تنتظر الاعتذار، وليس روسيا”. 
وتقول الصحيفة “إن زعيماً مستبدا مثل أردوغان كما هو حال بوتين، بحاجة ماسة لعدم إراقة ماء الوجه والظهور في صورة الضعيف، وبالإضافة إليه، تساهم الحماسة القومية المتسعة في دعم أردوغان في خطته لإعادة صياغة الدستور في البرلمان، وتأسيس نظام رئاسي يعطي الرئيس صلاحيات واسعة”. 
مخاطر
وبرأي الصحيفة، يدرك كل من بوتين وأردوغان مخاطر وقوع مواجهة بين بلديهما، وما يمكن أن تجره لمواجهة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي يضم تركيا في عضويته. 
وكما قال المحلل والمعلق الأمني المتقاعد من القوات الخاصة التركية متين غوركان: “إن أرادت تركيا وروسيا تحقيق أي شيء، فإنهما سوف تمتنعان عن الدخول في مواجهة مباشرة، وحيث لديهما ما يكفي من الوكلاء والوسائل في سوريا”.