كتاب سبر

الإدارة مربط الفرس المفقود

يا سادة يا كرام ليس بكثرة الدعاء بالمساجد وترديد الأغاني الوطنيه بالإعلام يحفظ الامن وتصان هيبة الدول. ولا بخلط الأوراق وتوزيع صكوك الوطنية هنا وهناك ايضا تحمي الديار. فإذا كان هذا هو مستوي تفكيرنا العقلي 
اذن فنحن نعاني من قصور في الفهم والإدراك وبعد النظر لما يحيط بنا من مخاطر.
فعندما تغلق الصحف وتكمم الأفواه وتخنق حرية التعبير التي جُبلنا عليها بقوانين ومراسيم تصدر ممن يفترض بهم ممثلي الشعب فهناك خلل ما إذن.
وعندما تشعر الدولة وحكومتها ومجلسها التابع بضيق الصدر والأفق فمعناه ان هناك خطأ ما في مكان ما لا يحتار المواطن الفطن في فك ألغازه.
إننا شعب مميز ورائع ويستحق اكثر مما يملك من حريه و نملك من الخصائص الحضارية الشي الكثير الذي تفوقنا بها علي محيطنا الخليجي والعربي ولكن مصيبة هذا الشعب الطيب ان الله سبحانه وتعالي ابتلاه في قيادات إدارية لأتعرف من أصول القيادة سوي الرزة والتكشخ بقصد احيانا لتغطي علي الكثير من نواحي القصور لديها وبغير قصد احيانا كثيرة لوجود بطانه فاسدة مستفيدة تزين لها كل شيء.
والمصيبة أيضا إنها لا تري ابعد من طرف انفها أو ما يراه عنها هؤلاء العصبة من شلة علي بابا.
يا سادة يا كرام، كلنا عيال قرية وكلمن يعرف أخيه فمجتمعنا صغير جدا ومتداخل عائليا فالفاشل معروف والحرامي معروف والشريف معروف. فلا نضحك علي أنفسنا بكثرة المثاليات الشكلية.
إن مصيبتنا الرئيسية التي أراها ونحن في اغنى وطن بالعالم إداريه قانونيه مغلفه بشوية نكران ذات ونزاهه 
وقرار شجاع.
وليست مجرد غرف اجتماعات وديكور تتواجد بداخلها شخصيات لا تفقه في الإدارة أو عقليات وشهادات مزورة وأحيانا كثيرة كفاءات، ولكنها تنازلت عن المبادئ من اجل تمرير مصالح اصحاب النفوذ وما فيها من الفساد.
فعندما يبحث أصحاب القصور عن حل لمشكلة الإسكان لذوي الدخل المحدود. والأغنياء عن حلول لمشكلة ديون الفقراء، وعندما يقر المناقصات تاجر. ويسن القوانين صاحب المصلحه. وزد عليهم الكثير. 
فبالله عليكم كيف يمكن ان نخرج من هذا الصداع المزعج ونرتقي ببلد أرهقها كثرة الشكوي والتذمر علي المستوي الهابط الذي وصلنا اليه في كافة المستويات.
صدقوني لن نصل لحل لمشاكلنا الحاليّه ما دمنا نفكر بعقلية الربح والخسارة والمصالح المتشابكة أبدا.
 
وكما قلت في البدايه الدعوات والأماني لاتبني دول ولا تحمي شعوب بل الاعتراف بأننا وصلنا الي درجه نحتاج بعدها لنسف كل السلبيات التي ارهقتنا وهذا لن يتم الا كما قلت سابقا.
قريبا جدا نحن امام منعطف خطير لايعرف مداه الا الله ولست بحاجه لتفسير ما ارمي اليه فاللبيب من الإشارة يفهم لأنني اخاطب عقول وليس عواطف ماذا اعددنا للمرحلة القادمة وإلا يا تري لا زال المركب سماري فالمايه دائماً ليست دهنه يا شعب الكويت الطيب فالأخطار الخارجية والداخلية نراها ونسمعها يوميا تحوم حوالينا ابعد الله شرورها عنا.
والتي مهما تحذرنا منها ستبقي شبح نتمني ان يكون رجال امننا اصحاب الضربات الاستباقية والتي لا نشكك بقدراتهم حفظهم الله.
فنحن مجتمع مسالم وطيب قلما تجد له مثيل في العالم. ولكن أرهقته الخلافات السياسية والفساد الاداري واللعب علي وتر فرق لتسد وهي النظرية المدمرة التي نتمني ان نتحشاها.
وآخر ما احرص عليه هو النسيج الاجتماعي الكويتي وتأصيل النزعة الوطنيه لهذا الشعب الذي لا زال متماسكا رغم ما يحاك له في الظلام ويجب علينا ان نكون متحدين ومتماسكين بعيدا عن التأجيج الطائفي البغيض الذي يلعب علي وتره المستفيدين قصيري النظر من اصحاب المصالح او حتي أدوات الأعداء اي كانت مصادره، فاللعب بهذه الورقه كاللعب بالنار التي ستحرق الجميع بدون استثناء، ودمتم.
بقلم.. سلطان المهنا العدواني