كتاب سبر

إلى معالي وزير الديوان بعد التحية

قابلت معالي وزير الديوان الاميري اول مرة في ظروف صعبة جدا وكانت اثناء الغزو الغاشم وتحديدا في شهر اغسطس 1990 في منطقة الخفجي عندما كان متواجدا برفقة المرحوم الشيخ علي الصباح ومجموعه من الشيوخ والمواطنين وكانت في بدايات تشكيل مجموعات تدخل للكويت وتجمع المعلومات وغيرها ليست هي الموضوع الان. 
وهنا بداء  لقائي الاول بمعالي الشيخ بوعبدالله. حقيقة أسرتني بساطته وعفويته وحنكته السياسيه وتوقعه للأحداث وثقافته الواسعه وحلمه.  
لم تستمر اقامتي سوي الاسبوعين معهم ولكن يشهد الله انها أعطتني دبلوما لم أكن احلم به من العلم  والثقافة وقراءة الأحداث التي استفدت منها كثيرا في مشواري العسكري ومن بعده السياسي و الاعلامي.  
فمنزل  تشارك به المرحوم الشجاع الحكيم بوثامر والمحنك بوعبدالله وبعيد النظر محمد الصباح وبعض الاخوة الشيوخ وابطال المقاومه ومن سخر نفسه لخدمة الكويت لهو بيت عظيم اسماه الشيخ علي رحمه الله آنذاك بيت الكويت.
 
كنت وقتها شابا صغيرا برتبة نقيب ينهل من خبرات هؤلاء الكبار ويشاركهم الحديث والنقاش  ليلا ونهارا ويستمع  لنقاشاتهم وما يدور في ذلك الوقت العصيب من احداث وما يفكرون به لمستقبل الكويت المحتلة لهو شئ كبير لا زال في ذاكرتي الي اليوم
هذه فقط مقدمة قادتني للموضوع الذي يشغل بالي كثيرا.
 وهو اين معالي وزير الديوان الاميري الشيخ ناصر الان من الأحداث ولماذا لم اري له تأثيرا في الأوضاع المحلية وهو عكس ما كنت اتوقعه من ذلك الانسان الوطني الغيور المحب للكويت. ام الظروف تختلف فالرخاء غير الشدة. والمواقف تتغير حسب الظروف دائماً
ان البلاد بحاجة لك يا شيخ ناصر انت وامثالك ممن تعشمنا بهم الخير ولماذا انزويتم واصبحتم في عداد المتفرجين وانتم ممن يفترض بهم في الصفوف الأولي لقيادة الأجيال القادمة من شباب الاسرة والذي نري الان المستويات المتدنية لأكثرهم حتي أصبحت الأجيال الشبابيه من المواطنين تفوقهم علما وقيادة وعقلا. 
ولماذا لا يكون امثالك يا سعادة الشيخ نبراسا وملهما لهذا الجيل.  
متمنيا ان تكون هناك مبادرات من معالي الوزير لصقل المجاميع الجيدة من أبناء الاسرة والتي تملك الصفات القياديه لتكون مؤهله  علي الأقل للعمل السياسي بدلا من هؤلاء الاولاد الصغارالمندفعين  الذين نزلوا بالبراشوت علي بعض وزارات الدوله مما جعل كل ادارة كأنها دولة مصغرة لحضرة هذا الشاب حديث السن الذي لا يفقه في العمل  الاداري ولم يهيئ أصلا لتولي المناصب القياديه مما اوقعه فريسة لشبكة من المنافقين ومتصيدي الفرص الذين يزينون لهم ليل نهار  حتي اضاعوهم مما ادي لفقدان هيبة الشيخه وعدم احترامها عند الكثير من الناس.  
نعم تسألت كثيرا اين معالي الشيخ ناصر والذي بهرتني حكمته وافقه الواسع من ستة وعشرين سنه مضت.
 
وهل ظهوره بين فترة واخري للاستقبالات والمقابلات كافيه لإثبات تواجدة لا أظن مثل هذه الشخصيه التي اعرفها ترضي بالهامشيه أبدا 
نريد منه ومن امثاله الكثير لترتيب الأوراق المبعثرة هنا وهناك. وانا هنا اتعشم في شخصه لتبؤه منصب سياسي مهم ولهذا لم اطلب من غيرة ممن نعقد عليهم امال مستقبليه من شباب الاسرة المؤهلين للقيادة.ومن لم تلوث أسماءهم في مصالح وتربيطات الفساد الذي عّم البلاد  ولن اذكر اسماء بعينها فنحن في بلد صغير والكل يعرف ما ارمي اليه. بدلا من شوية وجوة جربت كثيرا ولم تتطور أبدا لتفكيرها بعقلية الشيخه وليس عقلية القيادة الاداريه. او مجموعة اخري ابتليت بها الشيخه لضعف في تربيتها وإهمالها من قبل أولياء أمورها لدرجة حتي قوانين المجالس لأتعرف  اصولها  
هنا كان تسألي عن دور ووجود شخصيه كالشيخ ناصر ليفرز لنا الجيل الذي نستحق ان نتشارك معه في قيادة بلادنا 
بدلا من السنوات العجاف التي أتت لنا بنوعيات لولا كلمة شيخ تسبق أسماءها لكانت مركونة علي رف الاهمال 
نداءنا لك يابوعبدالله وانت الرجل المحنك بأن تصنع لنا جيل من أبناء الاسرة يصلح للقيادة ويعرف ما كان عليه الجيل السابق من الشيوخ الرائعين. الذي امتلكوا قلوب اهل الكويت 
ياشيخ ناصر الجيل الجديد من شباب الكويت يملك من الثقافة والفكر والوعي أضعاف ما يملكه أبناء الاسرة ممن هم في أعمارهم. وعليك متابعة الندوات ومواقع التواصل الاجتماعي لتعرف ما اتمني ان تنتبه انت شخصيا اليه. لأنني اتعشم بك الكثير لاسباب كثيرة جدا.  
قد تصل رسالتي وقد تطوي في النسيان ولكنها نصيحة مخلص لوطنه يري ان الأجيال لم تعد نفس الأجيال السابقه 
فأما ان تتداركوا الأوضاع والا سيفلت الزمام. 
ودمتم حفظكم الله
بقلم / سلطان المهنا العدواني