كتاب سبر

الفاتحة.. على روح مريم فخر الدين

غريبة ..عجيبة ..حكايات بعض الفنانات المصريات ومشاوريهن في الحياة ..خاصة اللاتي وصلن إلى قمة المجد والشهرة ..والقارئ لتلك الحكايات ..والمتبصر في تلك المشاوير ..يزداد إيمانا على إيمان ..وإقتناعا فوق  إقتناع ..بأن الناجح في هذه الحياة وا لفائز في إختبارها ..هو من يدير ظهره لإغراءاتها..ويقبل على مرضاة الله سبحانه وتعالى 
مريم فخر الدين ..أو حسناء الشاشة العربية والتي كانت في خمسينات وستينات القرن الماضي نجمة شباك وفنانة الصف الأول بين ممثلات السينما العربية ..بدأت طفولتها في مدرسة ألمانية حيث أدخلتها أمها المجرية المسيحية ..وكانت متفوقة في مادة الإنجيل وتحفظ منه الكثير ..حتى تفاجأ أبوها تمسك الإنجيل وتقرأ منه وتذاكر ..فأمرها من فوره التوقف عن ذلك وأخبرها بأنها مسلمة ..وطلب من إدارة المدرسة عدم تدريسها الإنجيل ..ولكنها كبرت ودخلت التمثيل والسينما  وهي لم تفتح القرآن ولم تحفظ منه شيئا أبدا ..حتى أسند إليها المخرج كمال الشيخ في سنة 1960دور البطولة في فيلم ” الملاك والشيطان ” وطلب منها في أحد المشاهد قراءة الفاتحة كاملة وهي تصلي ..ولكنها فاجأته بأنها لا تحفظها ..فطلب منها أن تحفظها ..وبالفعل كتبوا لها الفاتحة وأخذت تقرأ وتحفظها ..وفي تلك الليلة  وهي في الفراش تهئ نفسها للنوم أغمضت عينيها وقالتها في صدرها ..لتذوب ” حجرة الشيطان ” في قلبها..
وإستمرت لسنوات وهي تتأرجح في طريق الحياة ..تارة تشتاق بقوة إلى ذات اليمين والدخول في حارة الأمان ..وتارة أخرى يجذبها الشيطان إلى ذات الشمال والولوج في كهف الضياع ..إلى أن طلبت الفنانة شادية من الشيخ محمد الشعراوي أن يحادثها في التلفون وينصحها كما يفعل مع كثير من الفنانات ..وبعد عدة إتصالات من الشيخ ..و”دروس خصوصية ” من شادية ..صارت الفنانة مريم فخرالدين محافظة على الصلوات الخمس لا يفوتها فرض ..وتكثر من أعمال الخير ..وتقبل على قراءة القرآن وتدعوا الله أن يغفر لها …
وكانت تردد دائما في آخر أيامها ” اللهم إن كانت ذنوبي عظيمة فأنت عظيم الرحمة ..وإن كانت أخطائي كبيرة فعفوك أكبر “
رحم الله مريم فخر الدين …والفاتحة على روحها 
بقلم/ سعيد توفيقي