كتاب سبر

في ميلادك.. أعتذر لك..!

في بداية ممارستي للتدوين قبل أقل من عشر سنوات تقريبا كانت السلطة بوزرائها يبحثون عن أشهر المدونين المقروئين والموثوقون لتلميع صورتهم أمام الشعب وتشويه صورة خصومهم إما عبر معلومات مغلوطة أو عن طريق صور لوثائق مزورة، المهم إن أي خصم سياسي للوزير يجب أن تشوّه صورته أمام العامة ويلمّع الوزير ليكسب جولته أمام خصمه، وتزداد أهمية المدون وتقدم له كل الإغراءات في حال قدم استجواب لوزير، حيث تبحث السلطة عن كل من يمكنه المساعدة لتدنيس وتشويه سمعة المستجوب حماية لوزيرها وهو ما يعرف وحسب المفهوم الديمقراطي الكويتي (التضامن الحكومي) فهم يتضامنون مع الوزير بتشويه خصمه واستخدام كل ما يمكنهم استخدامه بما فيهم المدونين المقربين من الوزراء أو أصحابهم أو تياراتهم.  
في بداياتي ولله الحمد والمنة وبفضل من رب العالمين اشتهرت مدونتي وكان لها قراء، ولا أدعي إنني كنت من البارزين لا والله فهناك كثر من كانوا أفضل مني، ولكن ولله الحمد ما كنت أكتب معلومة أو خبر إلا ومتيقن من حقيقتها وشاهدت أصل وثائقها.  
يومها كانت تأتيني وعبر الإيميل رسائل فيها معلومات عن فساد صاحب الصوت الذي يرهب ويربك الوزراء والذي لا يجعلهم ينامون الليل، ولا أخفيكم إن هناك أحد الوزراء السابقين ومستشار حالي تمكن من الوصول لي شخصيا وجعل أحد المقربين منه (تهاتفني وتتواصل) معي لتقص علي فساد هذا النائب (مرعب) السلطة، وكنت كلما طلبت دليل لنشره يأتيني كلام فقط ولكن لا يأتيني دليل موثق!
يومها وصلتني معلومات عن شركة أمانة للتخزين ومبلغ الـ 6 مليون دينار الذي اجتمع هذا النائب من أجله مع مقربين من السلطة في بيروت ومن ثم سافر لدبي لاستلام المبلغ، ولكن لم أجد توثيق لأصل تلك (القصة) خصوصا اذا ما علمت أيها القارئ الكريم إن النائب (مرعب) السلطة الذي أتحدث عنه في هذا المقال عنده فوبيا الطائرات ولا يسافر بها. 
حاولوا تشويهه مرات كثيرة حتى إذا ما يئسوا من إثبات فساده وأي علاقه له بالفساد قالوا عنه – هو يرهب الوزراء بصوته و(صراخه) لتمرير معاملات أهله وأصدقاءه وناخبيه إما للتعيين أو الترقية أو العلاج بالخارج،
عشر سنوات تقريبا وهم يعشمون المقربين منهم بإخراج دليل فساد هذا النائب المرهب والمرعب للسلطة وتكسبه المادي، ولغاية اليوم لم يتمكنوا من تقديم دليل أو إثبات واحد على فساده وتكسبه!
في العام 2009 تقريبا أبلغت بقرب فضح هذا النائب وأن جميع الوثائق والمستندات ستقدم خلال أيام للنائب العام وسيتم فضح هذا النائب (المتغطرس الكاذب)، مضى عام 2009 وتبعه العام 2010 ولحقته الأعوام 2011 و2012 و2013 و2014 وانتهى العام 2015 وها نحن اليوم في 2016 ولم تأتي هذه الأيام التي بُشّرنا بها رغم مرور 7 سنوات منذ وعدهم بقرب كشف فساده، إلا إن الأيام لم تأتي كما وُعِدْتُّ من قبل (أتباع) المستشار الذي كان وزيرا سابقا وأُتّهم النائب المرعب للوزراء -أثناء توزيره- بمحاباته والتستر على فساده!
في العام 2009 اختلفت (أنا كاتب هذه السطور) مع النائب المرعب في قضية الداو كيميكال الذي عارضها هو في وقتها وطالب بإلغاءها، وأنا كنت متحمسا ومؤيد لها، أُلغيت الداو وامتدح النائب المرعب يومها ناصر المحمد لإلغائه الداو كما ألغى? سابقا مشروع أمانة للتخزين، وبسبب مدح النائب المرعب في ذلك الوقت للرئيس السابق للأسباب المذكورة أعلاه، يتداول اليوم خصومه تلك التصريحات كدليل على نظافة يد الرئيس السابق، فقط لأن النائب المرعب أشاد به آنذاك!
بعد فضيحة الإيداعات المليونية وما قبلها بقليل اتخذ هذا النائب موقف العداء الواضح من رئيس الوزراء آنذاك، فقلت جيد ليكشف كل منهم فساد الآخر وتظهر الحقائق للشعب، كشف النائب المرعب الحقيقة تلو الأخرى عن رئيس الوزراء آنذاك، وخصومه لم يتمكنوا من عرض حقيقة واحدة تسيء للنائب المرعب، حتى إذا ما يئسوا عادوا ليرددوا اسطوانتهم القديمة المشروخة تعينات وواسطات وعلاج بالخارج، ولا كإن السلطة هي من استخدمت هذه الأمور لكسب ولاءات النواب وضمان وقوفهم معها، بل الكل يعلم إن كان المواطن لا يمتلك واسطة ومعارف فإن كل حقوقه ستضيع، حتى وإن كان مريضا وعلاجه لا يتوفر في وطنه فإنه سيموت قبل أن يجد سريرا لتتم ملاحظته عليه وليس السفر للعلاج بالخارج!
وعليه..
وبعد كل ما ذكرته أعلاه
لابد لي من قول كلمة حق وإعلان اعتذار للنائب المرعب، ولن أجد أفضل من ذكرى احتفال الشعب بيوم ميلاده الستين فأقول لمسلم البراك.. بوحمود
قالوا عنك الكثير ولكن أحداً منهم لم يستطع تقديم ما يدينك، عكسك أنت الذي كشفت فسادهم، وعندما تضرروا اتهمومك بكشفك أوراق بيضاء وتجاهلوا ما هو مكتوب بداخلها!
قالوا عنك وقالوا الكثير يا بوحمود، ولكن عندما أرادوا سجنك لم يتمكنوا من سجنك بتهمة فساد واحدة أو عرضوا وثيقة واحدة يثبتوا فيها فسادك، فسجنوك على ورقة كتبت فيها خطابك!
يا بوحمود اعتذر منك..
فقد انتظرتهم سنوات ليقدموا لي ما يدينك لنشره، وكنت أنتظرهم بفارغ الصبر لفضحك، فلم أصدق طهارتك ونقاوتك، فقد كنت أبحث عن زلتك وفضيحتك حتى قابلتك وجلست معك في أواخر العام 2011 وحاورتك فاكتشفت حرقتك على وطنك وحبك للشعب وخوفك على أموالهم وأموال أجيالهم، عكس من شوه صورتك ولم يقدم دليل واحد على استغلالك لكرسيك الأخضر..
أما هم فقد استغلوا مناصبهم وكراسيهم وخزينة الدولة لتنمية أرصدتهم في البنوك، ورغم كشف الأوراق والوثائق وفضحهم إلا إنهم لم يحاسبوا ولازالوا هم من يقررون مصير الشعب!
يا بوحمود.. اعتذر لك
والسموحة..
والله يفك عوقك يا بطل..