كتاب سبر

في حب الكويت …نغني ونرقص ….وبس

أعطوني بلدا في العالم يحتفل بعيده الوطني خمسة وأربعين يوما ..ودلوني على بلد يرفع شعبه علم بلدهم فوق أسطح بيوتهم وسياراتهم خمسة وأربعين يوما ..وأعطوني بلدا يحفظ شعبه العشرات وربما المئات من الأغاني الوطنية وتذيعها إذاعاته ويغنيها شعبه خمسة وأربعين يوما . 
أعطوني بلدا في العالم يفعل كل ذلك ..ثم تأتي الإحصائيات الرسمية لتؤكد على أن إنتاجية الموظف لا تتجاوز عشر دقائق وتخلو الوزارات والدوائر العامة من موظفيها معظم شهر رمضان ( 30يوما ) وقبيل الأعياد والعطل ..وأيضا قبيل عيدي الوطني والتحرير وتتعطل مصالح البلاد والعباد..ونفس الإحصائيات تشير إلى أن هناك مئات الآلاف من الإجازات المرضية المزيفة التي يتحايل بها الموظفون قبيل الإجازات وبعدها ..خاصة الأعياد الدينية 
( بعد صيام رمضان والتراويح وقيام الليل ) والأعياد الوطنية. 
لا أحد يشك في حب المواطن لبلده ..ليس في الكويت فقط ..بل في كل مكان وزمان ..فحب الأوطان غريزة ..بل أنه الروح التي تسكن الجسد ..فالوطن هو الحياة ..هو الوجود.. 
ولكن هل تتقدم الأمم وتتطور البلدان إلا بالعمل المنتج الجاد ..بمعنى أدق و “دايركت تو ذا بوينت ” هل تتقدم بلدنا بالإحتفالات والأغاني والكرنفالات ..أم بإلتزام الأفراد ( المواطنين ) بالعمل المنتج ..بمعنى كيف يعبر المواطن عن حبه لبلده ..هل بأن يسرق من الوطن ساعات العمل ثم يقدمها رقصا وغناءا .
هل قطار تقدمنا ينطلق من محطة ..صالة التزلج؟؟
ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد
.