عربي وعالمي

يخوض معركة بطولية ضد الاحتلال الإسرائيلي
المعتقل “القيق” يدخل يومه الـ 77 في الاضراب عن الطعام

بعد 77 يوما من الإضراب عن الطعام خسر الصحفي الفلسطيني الأسير محمد القيق نصف وزنه (35 كيلوغراما)، ويكاد يفقد قدرته على النطق، بيد أنه يبدي معنويات عالية ويحتفظ بروح الفكاهة قدر المستطاع.
وبدا القيق (34 عاما) لدى زيارة الجزيرة نت له في مستشفى العفولة اليوم الأحد في وضع صحي خطير جدا ويتعرض أحيانا لحالات إرهاق شديد، كما حصل ليلة أمس السبت حيث عانى هبوطا حادا في وظائفه الجسدية، وذلك بعدما جمدت المحكمة الإسرائيلية العليا أمر الاعتقال الإداري قبل أربعة أيام، لكنها تحول دون نقله من مكانه الحالي.
وعما تعرض له ليلة البارحة قال ببطء شديد “شعرت بأن النار تخرج من صدري، وبخدر شديد بيدي وساقي وتصاعدت حساسية عيني”. 
عرض مرفوض
ومع ذلك، يؤكد القيق رفضه مساومة سلطات الاحتلال له وعرضها عليه إلغاء الاعتقال الإداري في مايو/أيار المقبل مقابل وقفه الإضراب عن الطعام.
كما يرفض تناول الملح أو السكر، ويكتفي بالماء وقطرات دواء في عينيه شديدة الاحمرار.
ويقبع القيق داخل غرفة متواضعة معتمة في مستشفى العفولة، وهو ملقى على سريره منذ الثلاثين من ديسمبر/كانون الأول الماضي، ولا يقوى إلا على حركة قليلة، ويتواصل مع محيطه بلغة الإشارة.
ويحاول التفوق على الصداع بغسل وجهه بالماء بمساعدة متطوعين من فلسطينيي الداخل يلازمانه ليل نهار.
تشبث بالأرض
وعلى طاولة بجانب سريره يوجد القرآن الكريم، وقنينة ماء، وصورة لأطفاله وزوجته، ولوحة لزهر الزنبق الأحمر أهدتها له الفنانة رنا بشارة وعلقتها على جدار الغرفة.
القيق الذي سجن ثلاث مرات لعدة شهور، وفي كل مرة رفض التوجه لسلطات الاحتلال للحصول على تراخيص تتيح زيارة أسرته وأقربائه بالقول إنه يخوض الآن معركة مع السجان، وإنه سيهتم بلقائهم وتعويضهم ما فات بعد تحقيقه الانتصار.
ويكشف القيق أنه يرفض تقديم طلب لسلطات الاحتلال للحصول على ترخيص بدخول أراضي 48 التي يستنكف عن زيارتها رغم حبه الشديد لها.
هذا بيتي
ويتساءل: “من أجل إطفاء شوقي لزيارة الجزء الغربي من الوطن بفترة الجامعة ببير زيت كنت أستأجر شقة مرتفعة كي أرى البحر المتوسط”.
ويقول إنه امتنع حتى عن تقديم طلب بزيارة القدس للصلاة بالأقصى، وكيف أستأذن من المحتل لدخول بيتي؟
كما قرر اليوم الأحد عدم السماح بالتقاط صور له كي لا تستغلها إسرائيل في دعايتها، وبموازاة رفضه أي صفقة مع الاحتلال يطالب ذووه بنقله لمستشفى في رام الله، وهو يشدد على أنه لا يقبل بما دون العزة والكرامة.
وردا على سؤال يوضح القيق إنه محب جدا لتناول الطعام، لكن الجوع لم يعد يقلقه، وإنه مشتاق لحريته وكرامته واستئناف دراسته حتى يقدم أطروحة الدكتوراة في الإعلام، وممارسة عمله الصحفي الذي يحبه بشغف كبير.
وفي سياق حديثه عن الكرامة والإضراب عن الطعام يستذكر القيق أصوات الأسيرات الفلسطينيات في معتقلاتهن.
مأساة الأسيرات

ويتابع -وهو يشير ببنانه بإشارة قاطعة- “والله لو سمعت أصوات أخواتنا يستغثن جراء الاعتداء عليهن لما اكتفيت بالإضراب عن الطعام بل قمت بتكسير الحديد”.
وعن مصدر قوته يؤكد القيق أنه يستمد قوته من إيمانه بالله ومن عدالة قضية شعبه، وأنه لولاه لاضطر لكسر إضرابه في اليوم الثاني أو الثالث من شدة الضغوط.
ويبدي القيق رضاه عن مدى تضامن الزملاء الصحفيين ومجمل الفلسطينيين معه، ويقول “أبوس الأرض تحت نعالكم وأقول أفديكم”.
معركة بطولية
ويعبّر القيق عن حقيقة موقفه بالقول “حتى لو أغلقت كل الأبواب يبقى باب ربنا مفتوحا وهو أقوى من نتنياهو وزمرته”.
ويوضح القيق أنه سيستغل تجربته هذه لكتابة رواية أدبية بمساعدة زوجته الصحفية التي يكن لها المودة ويصفها “بالمحررة المسؤولة عن كتاباتي أيضا”.
ويؤكد النائب أسامة السعدي الذي التقى طبيب القيق اليوم أن حالة الأخير دقيقة لأنه معرض لنوبات قلبية مفاجئة.
ويوضح السعدي للجزيرة نت أن القيق يخوض معركة بطولية ضد الاحتلال ومن أجل كل الشعب الفلسطيني، داعيا لزيادة التكافل معه على طرفي الخط الأخضر وفي العالم، وأن من “حق القيق علينا أن نتظاهر على الأقل من أجل قضيته التي هي قضيتنا”.