كتاب سبر

ليرحلا بهدوء

مجلس الأمة الحالي ” فرصة ” تاريخية لتسجيل الحكومة العتيدة أنجازات بمثل تلك الفرصة ، خاصة وأن فكرة القطاع العام الضخم وتوزيع الثروة في إطار البابين الأول والرابع من الميزانية العامة للدولة وصلت إلى نهايتها . 
ماذا فعلت الحكومة بمثل تلك الفرصة .. أهدرتها كالعادة فرئيس الحكومة الشيخ جابر المبارك لايملك قدرات تؤهله لطرح مبادرات جريئة تحتاجها البلاد ، وكل مافي الأمر أن تبوأه لهذا المنصب جاء حاجة ماسة داخل الأسرة الحاكمة من خلال إستبعاد فرع الأحمد حتى لاينشب صراع مثل ذلك الذي أطاح برئيس الوزراء السابق . 
 
من سوء حظ مجلس الأمة الحالي أن رئيس الضفة الأخرى هو الشيخ جابر المبارك ، فالرجل أحرج حلفاءه داخل مجلس الأمة وخارجه إلى النقطة التي وصلوا فيها إلى حقيقة أنها أي ” الحكومة تتشدد .. تاركة للنواب مساحة لبياض الوجه ” ، وكأنما يقولون أن إنجازاتها لاتعدو أن تكون محاولة الحفاظ على الوضع السائد .
  
لو كان هناك رئيس حكومة آخر ممن يملكون تصورات ومبادرات واضحة بشأن مستقبل البلاد على صعيد السياسة والإقتصاد ، لكنا بالتأكيد في وضع آخر أفضل بكثير من الوضع الحالي ، لكن للأسف ” شريم ماعنده برطم حتى ينفخ النار  ” ، وربما تكون مرحلة ” التقشف ” الحالية تحمل لنا أخبارا سارة .. !! .  
النواب لايمكن إستثناؤهم من المسؤولية فهم خبروا هذه الحكومة ورئيسها جيدا في فترة الوفرة المالية ، وبعضهم كان يتحدث خلف الكواليس عن ضعفها وعجزها وتواضع مكوناتها ، رغم أن بعض تلك المكونات يندرجون تنظيميا في التحالف الوطني الديمقراطي ، والتجمع الإسلامي السلفي ، وهما تيارين لاينبغي لهما أن يشاركا بمثل هذه الحكومة البائسة ويدعمان رئيسها إلى مالانهاية .
كان الحري بالنواب أن يعطوا تلك الحكومة فرصة في بداية الفصل التشريعي ( على  الأقل دور إنعقاد واحد ) ثم يبدأون بمحاسبة تلك المكونات على ضعف الأداء ، وإذا تطلب الأمر إستجواب رئيس الحكومة أو الوقوف مع الإستجواب الذي قدم له في بداية الفصل التشريعي بغض النظر عن محركات ذلك الإستجواب ، فالحقيقة السائدة تقول أن الدفاع عن حكومة بمثل تلك العيوب إقرار بشرعيتها ، والبديل هو الرحيل بهدوء لأنه في بعض الأحيان جزء من حل الملفات العالقة .